وقد ورد معناه في حديث رواه إسحاق بن بشر في كتابه المبتدأ حيث قال : أنبأنا يعقوب الكوفي ، عن عمرو بن ميمون ، عن أبيه عن ابن عباس ، أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ليلة أسري به ، رأى زكريا في السماء فسلم عليه وقال له : يا أبا يحيى خبرني من قتلك كيف كان ولم قتلك بنو إسرائيل؟
قال : يا محمد أخبرك أن يحيى كان خير أهل زمانه ، وكان أجملهم وأصبحهم وجها ، وكان كما قال الله تعالى (سَيِّداً وَحَصُوراً) وكان لا يحتاج إلى النساء فهويته أمرأة ملك بني إسرائيل ، وكانت بغية ، فأرسلت إليه وعصمه الله وامتنع يحيى وأبى عليها فأجمعت على قتل يحيى ولهم عيد يجتمعون في كل عام ، وكانت سنة الملك أن يعد ولا يخلف ولا يكذب.
قال : فخرج الملك إلى العيد فقامت امرأته فشيعته ، وكان بها معجبا ولم تكن تفعله فيما مضى ، فلما أن شيعته قال الملك سليني ، فما سألتني شيئا إلا أعطيتك. قالت : أريد دم يحيى بن زكريا. قال لها : سليني غيره. قالت : هو ذاك. قال : هو لك. قال : فبعثت جلاوزتها إلى يحيى وهو في محرابه يصلي وأنا إلى جانبه أصلي ، قال : فذبح في طست وحمل رأسه ودمه إليها ، قال : فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : فما بلغ من صبرك؟ قال : ما انفتلت من صلاتي.
قال : فلما حمل رأسه إليها ووضع بين يديها فلما أمسوا خسف الله بالملك وأهل بيته وحشمه ، فلما أصبحوا قالت بنو إسرائيل : قد غضب إله زكريا لزكريا ، فتعالوا حتى نغضب لملكنا فنقتل زكريا. قال : فخرجوا في طلبي ليقتلوني وجاءني النذير ، فهربت منهم وإبليس أمامهم يدلهم عليّ فلما تخوفت ألا أعجزهم عرضت لي شجرة فنادتني وقالت إليّ إليّ وانصدعت لي ودخلت فيها.
قال : وجاء إبليس حتى أخذ بطرف ردائي والتأمت الشجرة وبقي طرف ردائي خارجا من الشجرة ، وجاءت بنو إسرائيل فقال إبليس : أما رأيتموه دخل هذه الشجرة ، هذا طرف ردائه دخلها بسحره. فقالوا : نحرق هذه الشجرة. فقال إبليس : شقوه بالمنشار شقا. قال : فشققت مع الشجرة بالمنشار.
قال له النبي صلىاللهعليهوسلم : هل وجدت له مسا أو وجعا؟ قال : لا إنما وجدت ذلك الشجرة التي جعل الله روحي فيها.
هذا سياق (١) غريب جدا وحديث عجيب ورفعه منكر ، وفيه ما ينكر على كل حال ، ولم ير في شيء من أحاديث الإسراء ذكر زكريا عليهالسلام إلا في هذا الحديث وإنما المحفوظ في بعض ألفاظ الصحيح في حديث الإسراء : فمررت بابني الخالة يحيى وعيسى وهما ابنا الخالة [فجاء](٢) على قول الجمهور كما هو ظاهر الحديث. فإن أم يحيى أشياع بنت عمران أخت مريم بنت عمران.
وقيل بل أشياع وهي امرأة زكريا. أم يحيى هي أخت حنة امرأة عمران أم مريم ، فيكون يحيى ابن خالة مريم فالله أعلم.
ثم اختلف في مقتل يحيى بن زكريا هل كان في المسجد الأقصى أم بغيره (٣) على قولين : فقال
__________________
(١) و : إسناد.
(٢) من و.
(٣) و : أو.