وقد ذكر كثير
من الناس ما كان من مناجاة موسى عليهالسلام ، وأوردوا أشياء كثيرة لا أصل لها ونحن نذكر ما تيسر
ذكره من الأحاديث والآثار بعون الله وتوفيقه ، وحسن هدايته ومعونته وتأييده.
قال الحافظ أبو
حاتم محمد بن حاتم بن حبان في صحيحه : «ذكر سؤال كليم الله ربه عزوجل عن أدنى أهل الجنة وأرفعهم منزلة» أخبرنا عمر بن سعيد
الطائي ببلخ ، حدثنا حامد بن يحيى البلخي ، حدثنا سفيان ، حدثنا
مطرف بن طريف وعبد الملك بن أبجر شيخان صالحان ، قالا سمعنا الشعبي يقول : سمعت
المغيرة بن شعبة يقول على المنبر عن النبي صلىاللهعليهوسلم : «إن موسى عليهالسلام سأل ربه عزوجل : أي أهل الجنة أدنى منزلة؟ فقال : رجل يجيء بعد ما يدخل أهل الجنة الجنة ، فيقال له ادخل الجنة ،
فيقول : كيف أدخل الجنة وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا إخاذاتهم؟ فيقال له : أترضى
أن يكون لك من الجنة مثل ما كان لملك من ملوك الدنيا؟ فيقول :
نعم أي رب ،
فيقال : لك هذا ومثله معه فيقول : أي رب رضيت ، فيقال له : لك مع هذا ما اشتهت
نفسك ولذت عينك ،. وسأل ربه : أي أهل الجنة أرفع منزلة؟ قال سأحدثك عنهم :
غرست كرامتهم
بيدي ، وختمت عليها ، فلا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر» .
ومصداق ذلك في
كتاب الله عزوجل : (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ
ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ.)
[٢ / السجدة :
١٧]
وهكذا رواه
مسلم والترمذي كلاهما عن ابن أبي عمر ، عن سفيان ـ وهو ابن عيينة ـ به :
ولفظ مسلم : «فيقول
له : أترضى أن يكون لك مثل ملك ملك من ملوك الدنيا؟» فيقول :
رضيت رب ،
فيقال له : لك ذلك ومثله ومثله ومثله ومثله ، فيقول في الخامسة : رضيت رب.
فيقال هذا لك
وعشرة أمثاله ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك ، فيقول : رضيت رب. قال :
رب فأعلاهم
منزلة؟ قال : أولئك الذين أردت غرس كرامتهم بيدي وختمت عليها ، فلم تر عين ولم
تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر».
قال : ومصداقه
من كتاب الله : (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ
ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ).
وقال الترمذي
حسن صحيح : قال : ورواه بعضهم عن الشعبي عن المغيرة فلم يرفعه ، والمرفوع أصح.
وقال ابن حبان
: «ذكر سؤال الكليم ربه عن خصال سبع» : حدثنا عبد الله بن محمد بن
__________________