غضبي» (١) .. (فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنا يُؤْمِنُونَ) أي فسأوجبها حتما لمن يتصف بهذه الصفات : (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ) الآية.
وهذا فيه تنويه بذكر محمد صلىاللهعليهوسلم وأمته من الله لموسى عليهالسلام ، في جملة ما ناجاه به وأعلمه وأطلعه عليه. وقد تكلمنا على هذه الآية وما بعدها في التفسير بما فيه كفاية ومقنع ، ولله الحمد والمنة.
وقال قتادة : قال موسى يا رب إني أجد في الألواح أمة هي خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، رب اجعلهم أمتي ، قال : تلك أمة محمد.
قال : رب إني أجد في الألواح أمة هم الآخرون في الخلق ، السابقون في دخول الجنة ، رب اجعلهم أمتي ، قال : تلك أمة أحمد.
قال : رب إني أجد في الألواح أمة أناجيلهم في صدورهم يقرءونها ، ، وكان من قبلهم يقرأون كتابهم نظرا ، حتى إذا رفعوها لم يحفظوا شيئا ولم يعرفوه ، وإن الله أعطاهم (٢) من الحفظ شيئا لم يعطه أحدا من الأمم ، قال : رب اجعلهم أمتي ، قال : تلك أمة أحمد.
قال : رب إني أجد في الألواح أمة يؤمنون بالكتاب الأول وبالكتاب الآخر ، ويقاتلون فضول (٣) الضلالة حتى يقاتلوا الأعور الكذاب ، فاجعلهم أمتي ، قال : تلك أمة أحمد.
قال : رب إني أجد في الألواح أمة صدقاتهم يأكلونها في بطونهم ، ويؤجرون عليها ، وكان من قبلهم من الأمم إذا تصدق بصدقة فقبلت منه بعث الله عليها نارا فأكلتها ، وإن ردت عليه تركت فتأكلها السباع والطير ، وإن الله أخذ صدقاتهم من غنيهم لفقيرهم (٤) قال : رب فاجعلهم أمتي ، قال : تلك أمة أحمد.
قال : رب فإني أجد في الألواح أمة إذا هم أحدهم بحسنة ثم لم يعملها كتب له عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف. قال : رب اجعلهم أمتي ، قال : تلك أمة أحمد.
قال : رب إني أجد في الألواح أمة هم المشفعون المشفوع لهم ، فاجعلهم أمتي ، قال : تلك أمة أحمد.
قال قتادة : فذكر لنا أن موسى عليهالسلام نبذ الألواح ، وقال : اللهم إجعلني من أمة أحمد (٥).
__________________
(١) الحديث رواه البخاري في صحيحه (٩٧ / ٢٢ / ٧٤٢٢ / فتح) ، (٩٧ / ٢٨ / ٧٤٥٣ / فتح). (٩٧ / ٥٥ / ٧٥٥٣ / فتح). ورواه مسلم. في صحيحه (٤٩ / ٤ / ١٤). ورواه ابن ماجة في سننه (٣٧ / ٣٥ / ٤٢٩٥). ورواه أحمد في مسنده (٢ / ٢٥٨ ، ٢٦٠ ، ٣٥٨ ، ٣٨١ / حلبي).
(٢) و : وان الله أعطاكم أيتها الأمة.
(٣) الرواية ففي الوفاء لأبن الجوزي. (١ / ٤٠) هل الضلالة.
(٤) و : من غنيكم لفقيركم.
(٥) و : من أمة محمد.