قال المفسرون : بعث الله إليهم جبريل عليهالسلام ، فأخذ بعضادتي الباب الذي لبلدهم ، ثم صاح بهم صيحة واحدة فإذا هم خامدون ، أي قد أخمدت أصواتهم ، وسكنت حركاتهم ، ولم يبق منهم عين تطرف.
وهذا كله مما يدل على أن هذه القرية ليست أنطاكية ؛ لأن هؤلاء أهلكوا بتكذيبهم (١) ـ رسل الله إليهم ، وأهل أنطاكية آمنوا واتبعوا رسل المسيح من الحواريين إليهم. لهذا قيل إن أنطاكية أول مدينة آمنت بالمسيح.
فأما الحديث الذي رواه الطبراني من حديث حسين الأشقر (٢) عن سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «السبق ثلاثة : فالسابق إلى موسى يوشع بن نون ، والسابق الى عيسى صاحب يس ، والسابق إلى محمد علي بن أبي طالب» (٣) ، فإنه حديث لا يثبت ؛ لأن «حسين» هذا متروك شيعي من الغلاة ، وتفرده بهذا مما يدل على ضعفه بالكلية. والله أعلم.
__________________
(١) و : بتكذيب.
(٢) و : الأصفر. وهو تحريف.
(٣) الحديث ضعيف :
رواه الطبراني (٣ / ١١١ / ٢). والألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (١ / ٣٦٠ / ٢٥٨) وقال : هذا سند ضعيف جدا إن لم يكن موضوعا ، فإن حسين الأشقر وهو أبن الحسن الكوفي شيعي غال ، ضعفه البخاري جدا فقال في «التاريخ الصغير (٢٣٠): «عنده مناكير» وروي العقيلي في «الضعفاء» (٩٠) عن البخاري أنه قال فيه : «فيه نظر». وفي «الكامل» لابن عدي (٩٧ / ١) : قال السعدي : كان غاليا ، من الشتامين للخيرة» أه. ورواه أيضا ابن كثير في التفسير (٣ / ٥٧٠) وقال : «هذا حديث منكر لا يعرف إلا من طريق حسين الأشقر ، وهو شيعي متروك».