وقال موسى بن عبيدة ، عن محمد بن كعب ، عن عبد الله بن شداد : كانوا ثلاثة وثمانين إنسانا.
وقال أبو إسحاق عن مسروق : دخلوا وهم ثلاثمائة وتسعون إنسانا.
قالوا : وخرجوا مع موسى وهم أزيد من ستمائة ألف مقاتل وفي نص أهل الكتاب : أنهم كانوا سبعين نفرا وسموهم.
* * *
قال الله تعالى : (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ) قيل : كانت أمه قد ماتت كما هو عند علماء التوراة. وقال بعض المفسرين : أحياها الله تعالى. وقال آخرون : بل كانت خالته «ليا» والخالة بمنزلة الأم.
وقال ابن جرير وآخرون : بل ظاهر القرآن يقتضي بقاء حياة أمه إلى يومئذ ، فلا يعول على نقل أهل الكتاب فيما خالقه. وهذا قوي والله أعلم.
ورفعهما على العرش أي أجلسهما معه على سريره ، (وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً) أي سجد له الأبوان والإخوة الأحد عشر ، تعظيما وتكريما وكان هذا مشروعا لهم ، ولم يزل ذلك معمولا به في سائر الشرائع حتى حرم في ملتنا.
(وَقالَ يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ) أي هذا تعبير ما كنت قصصته عليك : من رؤيتي الأحد عشر كوكبا والشمس والقمر ، حين رأيتهم لي ساجدين ، وأمرتني بكتمانها ، ووعدتني ما وعدتني عند ذلك (قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقًّا ، وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ) أي بعد الهم والضيق ، جعلني حاكما نافذ الكلمة في الديار المصرية حيث شئت. (وَجاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ) أي البادية. وكانوا يسكنون أرض العربات من بلاد الخيل (بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي) أي فيما كان منهم إلى من الأمر الذي تقدم وسبق ذكره.
ثم قال : (إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِما يَشاءُ) أي إذا أراد شيئا هيأ أسبابه ، ويسرها وسهلها من وجوه لا يهتدي إليها العباد ـ بل يقدرها وييسرها بلطيف صنعه وعظيم قدرته. (إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ) أي بجميع الأمور (الْحَكِيمُ) في خلقه وشرعه وقدره.
وعند أهل الكتاب : أن يوسف باع أهل مصر وغيرهم من الطعام الذي كان تحت يده ، بأموالهم كلها ؛ من الذهب والفضة ، والعقار والأثاث ، وما يملكونه كله ، حتى باعهم بأنفسهم فصاروا أرقاء. ثم أطلق لهم أرضهم وأعتق رقابهم على أن يعملوا ، ويكون خمس ما يستغلون من زرعهم وثمارهم للملك فصارت سنة أهل مصر بعده.
وحكى الثعلبي : أنه كان لا يشبع في تلك السنين ، حتى لا ينسى الجيعان ، وأنه إنما كان يأكل أكلة واحدة نصف النهار. قال : فمن ثم اقتدى به الملوك في ذلك. قلت : وقد كان أمير