رب ما هذا؟ فقال الله تبارك وتعالى : «وقار [يا إبراهيم]» فقال : رب زدني وقارا (١).
وزاد غيرهما : وأول من قص شاربه ، وأول من استحد ، وأول من لبس السراويل.
فقبره وقبر ولده إسحاق وقبر ولده يعقوب في المربعة التي بناها سليمان بن داود عليهالسلام ببلد حبرون ، وهو البلد المعروف بالخليل اليوم. وهذا متلقى بالتواتر أمة بعد أمة وجيلا بعد جيل من زمن بني إسرائيل وإلى زماننا هذا ، أن قبره بالمربعة تحقيقا. فأما تعيينه منها فليس فيه خبر صحيح عن معصوم. فينبغي أن تراعى تلك المحلة وأن تحترم احترام مثلها ، وأن تبجل وأن تجل أن يداس في أرجائها ، خشية أن يكون قبر الخليل أو أحد أولاده الأنبياء عليهمالسلام تحتها.
وروى ابن عساكر بسنده إلى وهب بن منبه قال : وجد عند قبر إبراهيم الخليل على حجر كتابة خلقة :
إلهي جهولا أمله |
|
يموت من جا أجله |
ومن دنا من حتفه |
|
لم تغن عنه حيله |
وكيف يبقى آخرا |
|
من مات عنه أوله |
والمرء لا يصحبه |
|
في القبر إلا عمله |
__________________
(١) هذا الأثر رواه مالك في الموطأ (٤٩ / ٣ / ٤). وما بين الأقواس زيادة كانت ساقطة من الحديث في و ، م. وأثبتها من الموطأ.