سنة ، ودفن في المغارة المذكورة التي كانت بحبرون الحيثي عند امرأته سارة التي في مزرعة عفرون الحيثي ، وتولى دفنه إسماعيل وإسحاق. صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، وقد ورد ما يدل على أنه عاش مائتي سنة كما قاله ابن الكلبي.
فقال أبو حاتم ابن حبان في صحيحه : أنبأنا المفضل بن محمد الجندي بمكة ، حدثنا علي بن زياد اللخمي (١) ، حدثنا أبو قرة ، عن ابن جريج ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد ابن المسيب عن أبي هريرة أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «اختتن إبراهيم بالقدوم وهو ابن عشرين ومائة سنة ، وعاش بعد ذلك ثمانين سنة» (٢).
وقد رواه الحافظ ابن عساكر من طريق عكرمة بن إبراهيم وجعفر بن عون العمري ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد ، عن أبي هريرة موقوفا.
ثم قال ابن حبان : ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن رفع هذا الخبر وهم ، أخبرنا محمد ابن عبد الله بن الجنيد (٣) ، حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا الليث ، عن ابن عجلان ، عن أبيه عن أبي هريرة ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «اختتن إبراهيم حين بلغ [عشرين](٤) ومائة سنة ، وعاش بعد ذلك ثمانين سنة ، واختتن بقدوم».
وقد رواه الحافظ ابن عساكر من طريق يحيى بن سعيد ؛ عن ابن عجلان ؛ عن أبيه عن أبي هريرة ؛ عن النبي صلىاللهعليهوسلم.
ثم روى ابن حبان عن عبد الرزاق أنه قال : القدوم اسم القرية.
قلت : الذي في الصحيح أنه اختتن وقد أتت عليه ثمانون سنة. وفي رواية وهو ابن ثمانين سنة ، وليس فيهما تعرض لما عاش بعد ذلك والله أعلم.
وقال محمد بن إسماعيل الحساني الواسطي : زاد في تفسير وكيع عنه فيما ذكره من الزيادات ، حدثنا أبو معاوية ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال : كان إبراهيم أول من تسرول ، وأول من فرق ، وأول من استحد ، وأول من اختتن بالقدوم ، وهو ابن عشرين ومائة سنة ، وعاش بعد ذلك ثمانين سنة ، وأول من قرى الضيف ، وأول من شاب.
هكذا رواه موقوفا. وهو أشبه بالمرفوع (٥) خلافا لابن حبان والله أعلم.
وقال مالك عن يحيى بن سعيد بن المسيب قال : كان إبراهيم أول [الناس ضيف] الضيف ، وأول الناس اختتن ، وأول الناس قص الشارب ، وأول الناس رأى الشيب. فقال : يا
__________________
(١) و : الحجبي.
(٢) رواه ابن عساكر في تاريخه تهذيب).
(٣) و : ابن فيست.
(٤) من و.
(٥) و : من المرفوع.