فيرجع اليهم فيقتل المقاتلة لا يزيد على ذلك شيئا ـ يعني السبي .. الحديث (١).
الآية الثانية عشرة قوله عزوجل : (أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)(٢).
٣٤ ـ روى ثقة الإسلام الكليني قدسسره بإسناده عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال :
قال أبي لجابر بن عبد الله الأنصاريّ : إنّ لي إليك حاجة ، فمتى يخفّ عليك أن أخلو بك فأسألك عنها ، فقال له جابر : أيّ الأوقات أحببت ، فخلا به في بعض الأيام فقال له : يا جابر أخبرني عن اللوح الّذي رأيته في يد أمّي فاطمة عليهاالسلام بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله وما أخبرتك به أمي أنّه في ذلك اللوح مكتوب؟ فقال جابر : أشهد بالله أنّي دخلت على أمّك فاطمة في حياة رسول الله صلىاللهعليهوآله فهنّيتها بولادة الحسين ، ورأيت في يدها لوحا أخضر ، ظننت أنّه من زمرّد ، ورأيت فيه كتابا ابيض ، شبه لون الشمس ، فقلت لها : بأبي وأمي يا بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله ما هذا اللوح؟
فقالت : هذا لوح أهداه الله إلى رسوله صلىاللهعليهوآله فيه اسم أبي واسم بعلي واسم ابنيّ واسم الأوصياء من ولدي ، وأعطانيه أبي ليبشّرني بذلك.
قال : جابر : فأعطتنيه أمك فاطمة عليهاالسلام فقرأته واستنسخته.
فقال له أبي : فهل لك يا جابر أن تعرضه عليّ؟
قال : نعم ، فمشى معه أبي إلى منزل جابر فأخرج صحيفة من رقّ ، فقال : يا جابر انظر في كتابك لأقرأ أنا عليك ، فنظر جابر في نسخته فقرأه أبي فما خالف حرف حرفا ، فقال جابر : فأشهد بالله أنّي هكذا رأيته في اللوح مكتوبا :
هذا كتاب من الله العزيز الحكيم لمحمّد نبيّه ونوره وسفيره وحجابه ودليله ، نزل به الروح الأمين من عند رب العالمين ، عظّم يا محمّد أسمائي واشكر نعمائي ولا تجحد آلائي ، إنّي أنا الله لا إله إلا أنا قاصم الجبارين ومديل المظلومين وديّان الدّين ، إنّي أنا الله لا إله إلا أنا ، فمن رجا غير فضلي ، أو خاف غير فضلي ، أو خاف غير عدلي ، عذّبته عذابا
__________________
(١) تفسير العيّاشي ٢ / ٥٦ ح ٤٩ ؛ بحار الأنوار ٥٢ / ٢٨٨.
(٢) البقرة : ١٥٧.