ومن حاجّنا في ابراهيم فأنا أولى الناس بابراهيم ، ومن حاجّنا بمحمد فأنا أولى الناس بمحمد صلىاللهعليهوآله ، ومن حاجّنا في النبيّين فأنا أولى الناس بالنبيّين ، ومن حاجّنا في كتاب الله فنحن أولى الناس بكتاب الله ، إنّا نشهد وكل مسلم اليوم أنّا قد ظلمنا وطردنا وبغي علينا وأخرجنا من ديارنا وأموالنا وأهالينا وقهرنا ، ألا إنّا نستنصر الله اليوم وكلّ مسلم.
ويجيء والله ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا ، فيهم خمسون امرأة ، يجتمعون بمكّة على غير ميعاد قزعا كقزع الخريف ، يتبع بعضهم بعضا ، وهي الآية الّتي قال الله تعالى : (أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)(١) ـ الحديث (٢).
٢٦ ـ وعن العيّاشي ، بإسناده عن أبي سمينة ، عن مولى لأبي الحسن ، قال : سألت أبا الحسن عليهالسلام عن قوله : (أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً) قال : وذلك والله أن لو قد قام قائمنا يجمع الله إليه شيعتنا من جميع البلدان (٣).
٢٧ ـ الطبرسيّ بإسناده عن عبد العظيم الحسنيّ رضى عنه الله عنه قال : قلت لمحمّد بن عليّ بن موسى عليهماالسلام : يا مولاي إنّي لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمّد الّذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، فقال عليهالسلام : ما منا إلّا قائم بأمر الله وهاد إلى دين الله ، ولكنّ القائم الّذي يطهّر الله به الأرض من الكفر والجحود ويملأها قسطا وعدلا ، هو الّذي يخفى على الناس ولادته ، ويغيب عنهم شخصه ويحرم عليهم تسميته ، وهو سميّ رسول الله صلىاللهعليهوآله وكنيّه ، وهو الّذي تطوى له الأرض ، وتذلّ له كلّ صعب ، يجتمع إليه من أصحابه عدّة أهل بدر ، ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا من أقاصي الأرض ، وذلك قول الله عزوجل : (أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فإذا اجتمعت له هذه العدّة من أهل الأرض أظهر الله أمره ، فإذا كمل له العقد وهو عشرة آلاف رجل خرج بإذن الله ، فلا يزال يقتل أعداء الله حتّى يرضى الله عزوجل.
قال عبد العظيم : فقلت له : يا سيّدي وكيف يعلم أن الله قد رضي؟
__________________
(١) البقرة : ١٤٨.
(٢) تفسير العيّاشي ١ / ٦٥ ح ١١٧.
(٣) نفس المصدر ١ / ٦٦ ح ١١٧. (هكذا في تفسير العيّاشي ، وقد وقع خطأ في ترقيم الحديث).