يفرق في ليلة القدر ، هل هو ما يقدّر سبحانه وتعالى فيها؟
قال : لا توصف قدرة الله تعالى إلّا أنّه قال : (فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) فكيف يكون حكيما إلّا ما فرق ، ولا توصف قدرة الله سبحانه لأنّه يحدث ما يشاء ، وأمّا قوله : (خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) يعني فاطمة في قوله تعالى : (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها) والملائكة في هذا الموضع المؤمنون الّذين يملكون علم آل محمّد عليهمالسلام ، والروح روح القدس وهي فاطمة عليهاالسلام ، (مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ) يقول : كلّ أمر سلّمه حتّى يطلع الفجر ـ يعني حتّى يقوم القائم عليهالسلام (١).
٨٤٨ ـ روى العلّامة البحرانيّ قدسسره عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : يا معشر الشيعة خاصموا بسورة إنّا أنزلناه في ليلة القدر تفلجوا ، فو الله إنّها لحجّة الله تبارك وتعالى على الخلق بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وإنّها لسيّدة دينكم ، وإنّها لغاية علمنا. يا معاشر الشيعة ، خاصموا ب (حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ) فإنّها لولاة الأمر خاصّة بعد رسول الله.
يا معاشر الشيعة ، يقول الله تبارك وتعالى : (وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ)(٢) قيل : يا أبا جعفر عليهالسلام نذيرها رسول الله صلىاللهعليهوآله (محمّد) ، فقال : صدقت فهل كان نذيرا وهو خلو (حيّ) من البعثة في أقطار الأرض؟ فقال السائل : لا.
قال أبو جعفر عليهالسلام : أرأيت بعيثه أليس نذيره كما أنّ رسول الله في بعثته من الله نذير؟ فقال : بلى. قال : فكذلك لم يمت محمّد إلّا وله بعيث نذير ، قال : فإن قلت لا ، فقد ضيّع رسول الله من في الأصلاب من امّته.
قال : وما يكفيهم القرآن؟! قال : بلى ، إن وجدوا له مفسّرا.
قال : وما فسّر رسول الله؟ قال : بلى قد فسّره لرجل واحد وفسّر للامّة شأن ذلك الرجل هو عليّ بن أبي طالب عليهالسلام.
قال السائل : يا أبا جعفر كأنّ هذا أمر خاص لا يحتمله العامة؟
قال : أبى الله أن يعبد إلّا سرّا حتّى يأتي أبان أجله الّذي يظهر فيه دينه ، كما أنّه كان
__________________
(١) تفسير البرهان ٤ / ٤٨٧ ح ٢٤.
(٢) فاطر : ٢٤.