٥٦٤ ـ الصدوق بإسناد متّصل إلى عيسى بن راشد ، عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام في قوله (كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ) ، قال : المشكاة نور العلم في صدر النبيّ صلىاللهعليهوآله ، (الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ) والزجاجة صدر عليّ عليهالسلام ، صار علم النبيّ صلىاللهعليهوآله إلى صدر عليّ عليهالسلام ، علّم النبيّ عليا صلوات الله عليهما علمه (يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ) قال : نور (لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ) لا يهوديّة ولا نصرانيّة (يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ) ، قال : يكاد العالم من آل محمّد يتكلّم بالعلم قبل أن يسأل (نُورٌ عَلى نُورٍ) يعني إماما مؤيّدا بنور العلم والحكمة في إثر إمام من آل محمّد ، وذلك من لدن آدم إلى أن تقوم الساعة. فهؤلاء الأوصياء الّذين جعلهم الله خلفاءه في أرضه وحججه على خلقه ، لا تخلو الأرض في كلّ عصر من واحد منهم (١).
٥٦٥ ـ روى النعمانيّ رحمهالله في كتابه في تفسير القرآن بإسناده عن إسماعيل بن جابر ، قال :
سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمّد الصادق عليهالسلام يقول في حديث طويل عن أنواع آيات القرآن روى فيه عليهالسلام مجموعة أجوبة لأمير المؤمنين عليهالسلام عن آيات القرآن وأحكامه ، وسألوه صلوات الله عليه عن أقسام النور في القرآن ، فقال عليهالسلام : النور : القرآن ، والنور اسم من أسماء الله تعالى ، والنور التوراة ، والنور ضوء القمر ، والنور ضوء المؤمن وهو الموالاة الّتي يلبس بها نورا يوم القيامة ، والنور في مواضع من التوراة والإنجيل والقرآن حجّة الله على عباده ، وهو المعصوم ... فقال تعالى : (وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)(٢) فالنور في هذا الموضع هو القرآن ، ومثله في سورة التغابن قوله تعالى : (فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا)(٣) يعني سبحانه [بالنور] القرآن وجميع الأوصياء المعصومين من حملة كتاب الله تعالى وخزّانه وتراجمته ، الّذين نعتهم الله في كتابه فقال : (وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا)(٤) فهم المنعوتون الّذين أنار الله بهم البلاد ، وهدى بهم العباد ، قال الله تعالى في سورة النور : (اللهُ
__________________
(١) التوحيد ١٥٨ ح ٤ ؛ تفسير نور الثّقلين ٣ / ٦٠٤ ح ١٧٤.
(٢) الأعراف : ١٥٧.
(٣) التغابن : ٨.
(٤) آل عمران : ٧.