الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ)(١).
١٥٩ ـ روى العيّاشيّ بإسناده عن سليمان بن هارون ، قال : قلت له : إنّ بعض هؤلاء العجليّة يقول : إنّ سيف رسول الله صلىاللهعليهوآله عند عبد الله بن الحسن! فقال : والله ما رآه ولا أبوه بواحدة من عينيه ، إلّا أن يكون رآه أبوه عند الحسين عليهالسلام ، وإنّ صاحب هذا الأمر محفوظ له ، فلا تذهبنّ يمينا ولا شمالا ، فإنّ الأمر والله واضح ، والله لو أنّ أهل السماء أو الأرض اجتمعوا على أن يحوّلوا هذا الأمر من موضعه الّذي وضعه الله فيه ما استطاعوا. ولو أنّ الناس كفروا جميعا حتّى لا يبقى احد ، لجاء الله لهذا الامر بأهل يكونون من أهله ، ثمّ قال : أما تسمع الله يقول : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ) حتّى فرغ من الآية ، وقال في آية اخرى : (فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ)(٢) ثمّ قال : إنّ أهل هذه الآية هم أهل تلك الآية (٣).
الآية الثامنة قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْئَلُوا عَنْها حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللهُ عَنْها وَاللهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ)(٤).
١٦٠ ـ الكلينيّ عن اسحاق بن يعقوب ، أنّه ورد عليه من الناحية المقدسة على يد محمّد بن عثمان ، «وأمّا علّة ما وقع من الغيبة ، فإنّ الله عزوجل يقول : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) إنّه لم يكن أحد من آبائي إلّا وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه ، وإنّي أخرج حين أخرج ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي. وأمّا وجه الانتفاع في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيّبها عن الأبصار السحاب ، وإنّي لأمان لأهل الأرض كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء ، فأغلقوا أبواب السؤال عمّا لا يعنيكم ، ولا تتكلّفوا على ما قد كفيتم ، وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج ، فإنّ ذلك فرجكم ، والسلام عليك يا اسحاق بن يعقوب ، وعلى من اتّبع الهدى» (٥).
__________________
(١) الغيبة للنعمانيّ ٣١٦ ح ١٢.
(٢) الأنعام : ٨٩.
(٣) تفسير العيّاشيّ ١ / ٣٢٦ ح ١٣٥.
(٤) المائدة : ١٠١.
(٥) بحار الأنوار ٥٢ / ٩٢.