(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ (٢٨) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها وَبِئْسَ الْقَرارُ (٢٩) وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (٣٠) قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ) (٣١)
أنّ المراد به في القبر ، بتلقين الجواب ، وتمكين الصواب ، فعن البراء أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم ذكر قبض روح المؤمن فقال : (ثم تعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه في قبره فيقولان له من ربّك وما دينك ومن نبيّك؟ فيقول ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمّد صلىاللهعليهوسلم ، فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي ، فذلك قوله يثبّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت ، ثم يقول الملكان عشت سعيدا ومتّ حميدا نم نومة العروس) (١) (وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ) فلا يثبّتهم على القول الثابت في مواقف الفتن ، وتزلّ أقدامهم أول شيء ، وهم في الآخرة أضلّ وأزلّ (وَيَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ) فلا اعتراض عليه في تثبيت المؤمنين وإضلال الظالمين.
٢٨ ـ (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ) أي شكر نعمة الله (كُفْراً) لأنّ شكرها الذي وجب عليهم وضعوا مكانه كفرا ، فكأنهم غيّروا الشكر إلى الكفر وبدّلوه تبديلا ، وهم أهل مكة أكرمهم بمحمد (٢) عليهالسلام فكفروا نعمة الله بدل ما لزمهم من الشكر (وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ) الذين تابعوهم على الكفر (دارَ الْبَوارِ) دار الهلاك.
٢٩ ـ (جَهَنَّمَ) عطف بيان (يَصْلَوْنَها) يدخلونها (وَبِئْسَ الْقَرارُ) وبئس المقرّ (٣) جهنم.
٣٠ ـ (وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً) أمثالا في العبادة ، أو في التسمية (لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ) وبفتح الياء مكي وأبو عمرو (قُلْ تَمَتَّعُوا) في الدنيا ، والمراد به الخذلان والتّخلية ، وقال ذو النون : التمتع أن يقضي العبد ما استطاع من شهوته (فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ) مرجعكم إليها.
٣١ ـ (قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا) خصّهم بالإضافة إليه تشريفا (٤) (يُقِيمُوا الصَّلاةَ
__________________
(١) أخرجه أبو داود وأبو عوانة والحاكم وأحمد وإسحاق وابن أبي شيبة وأبو يعلى.
(٢) في (ظ) أكرمهم بنبيه محمد عليهالسلام.
(٣) في (ظ) القرار.
(٤) زاد في (ز) وبسكون الياء شامي وحمزة وعلي والأعشى.