سورة الأعراف
مكية وهي مائتان وخمس آيات بصري [عند البصريين] ومئتان
وست آيات كوفي ومدني [عند الكوفيين والمدنيين]
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(المص (١) كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ) (٢)
١ ـ (المص) قال الزجّاج : المختار في تفسيره ما قال ابن عباس رضي الله عنهما : أنا الله أعلم وأفصّل.
٢ ـ (كِتابٌ) خبر مبتدأ محذوف أي هو كتاب (أُنْزِلَ إِلَيْكَ) صفته ، والمراد بالكتاب السورة (فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ) شكّ منه (١) وسمّي الشكّ حرجا لأنّ الشاكّ ضيّق الصدر حرجه ، كما أنّ المتيقن منشرح الصدر منفسحه ، أي لا شكّ في أنه منزل من الله ، أو حرج من تبليغه (٢) لأنه كان يخاف قومه وتكذيبهم له وإعراضهم عنه وأذاهم ، فكان يضيق صدره من الأذى ولا ينشط له ، فأمّنه الله ونهاه عن المبالاة بهم ، والنهي متوجه إلى الحرج وفيه من البلاغة (٣) ما فيه والفاء للعطف ، أي هذا كتاب أنزلناه (٤) إليك فلا يكن بعد إنزاله حرج في صدرك ، واللام في (لِتُنْذِرَ بِهِ) متعلق بأنزل أي أنزل إليك لإنذارك به ، أو بالنهي لأنه إذا لم يخفهم أنذرهم ، وكذا إذا أيقن أنه من عند الله شجعه اليقين على الإنذار (٥) ، لأن صاحب اليقين جسور متوكل على ربّه (وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ) في محل النصب بإضمار فعلها ، أي لتنذر به وتذكّر
__________________
(١) في (ز) فيه.
(٢) في (ز) أو حرج منه بتبليغه.
(٣) في (ز) المبالغة.
(٤) في (ز) هذا الكتاب أنزلته.
(٥) زاد في (ز) به. تفسير النسفي ج ٢ / م ٥.