سورة الحجر
وهي تسع وتسعون آية مكية
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ (١) رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ) (٢)
١ ـ (الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ) تلك إشارة إلى ما تضمنته السورة من الآيات ، والكتاب والقرآن المبين السورة ، وتنكير القرآن للتفخيم ، والمعنى تلك آيات الكتاب الكامل في كونه كتابا وآي قرآن مبين ، كأنه قيل الكتاب الجامع للكمال وللغرابة في البيان.
٢ ـ (رُبَما) بالتخفيف مدني وعاصم وبالتشديد غيرهما ، وما هي الكافة لأنها حرف يجرّ ما بعده ويختصّ بالاسم النكرة ، فإذا كفّت وقع بعدها الفعل الماضي والاسم ، وإنما جاز (يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا) لأنّ المترقب في إخبار الله تعالى بمنزلة الماضي المقطوع به في تحقّقه ، فكأنه قيل ربما ودّ ، وودادتهم (١) تكون عند النزع أو يوم القيامة إذا عاينوا حالهم وحال المسلمين ، أو إذا رأوا المسلمين يخرجون من النار فيتمنى الكافر لو كان مسلما ، كذا روي عن ابن عباس رضي الله عنهما (لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ) حكاية ودادتهم ، وإنما جيء بها على لفظ الغيبة لأنهم مخبر عنهم ، كقولك حلف بالله ليفعلنّ ، ولو قيل حلف بالله لأفعلنّ ولو كنّا مسلمين لكان حسنا ، وإنما قلّل بربّ لأنّ أهوال القيامة تشغلهم عن التمني ، فإذا أفاقوا من سكرات العذاب ودّوا لو كانوا مسلمين ، وقول من قال إنّ ربّ يعني بها الكثرة (٢) سهو لأنه ضدّ ما يعرفه
__________________
(١) في (ز) ووداتهم.
(٢) في (ظ) الكثير. تفسير النسفي ج ٢ / م ٢٥