لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا محمّد ، إن كنت رسولا من الله ، كما تقول ، فقل لله فليكلّمنا حتّى نسمع كلامه ، فأنزل الله في ذلك : (وَقالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) قال : هم كفّار العرب. (لَوْ لا يُكَلِّمُنَا ...) أي هلّا يكلّمنا. (كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) يعني اليهود والنصارى وغيرهم. (تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ) يعني العرب واليهود والنصارى وغيرهم. (١)
[٢ / ٣١٣٢] وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله : (وَقالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْ لا يُكَلِّمُنَا اللهُ) قال : النصارى تقوله ، والّذين من قبلهم يهود. (٢)
[٢ / ٣١٣٣] وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : (قَدْ بَيَّنَّا الْآياتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) قال : معتبرا لمن اعتبر. (٣)
[٢ / ٣١٣٤] وقال مقاتل بن سليمان : (لَوْ لا) يعنون هلّا (يُكَلِّمُنَا اللهُ) يخبرنا بأنّك رسوله (أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ) كما كانت الأنبياء تأتيهم الآيات تجيء إلى قومهم. يقول الله : (كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ) يقول هكذا قالت بنو إسرائيل من قبل مشركي العرب ، كما في سورة البقرة (٤) والنساء (٥) ، قالوا لموسى : (أَرِنَا اللهَ جَهْرَةً) وأتوا بالآيات وسمعوا الكلام فحرّفوه ، فهل هؤلاء إلّا مثل أولئك؟! فذلك قوله ـ سبحانه ـ : (تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ) ثمّ قال : وإن كذّب مشركو العرب بمحمّد (قَدْ بَيَّنَّا الْآياتِ) أي فقد بيّنّا الآيات ، فذلك قوله ـ سبحانه ـ في العنكبوت : (بَلْ هُوَ آياتٌ) يعني بيان أمر محمّد. آيات (بَيِّناتٌ)(٦) يعني واضحات في التوراة أنّه أمّي لا يقرأ الكتاب ولا يخطّ بيمينه (لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) يعني مؤمني أهل التوراة. (٧)
__________________
(١) الذرّ ١ : ٢٧١ ؛ الطبري ١ : ٧١٥ / ١٥٤٥ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢١٥ / ١١٤٠ عن قتادة.
(٢) الدرّ ١ : ٢٧١ ؛ الطبري ١ : ٧١٤ ـ ٧١٥ و ٧١٧ / ١٥٤٤ و ١٥٥٠ واختاره الطبري بدليل أنّ ذلك في سياق خبر الله عنهم وعن افترائهم عليه وادّعائهم له ولدا ؛ ابن أبي حاتم ١ : ٢١٥ / ١١٤٢ ، و ٢١٦ / ١١١٤ ؛ الثعلبي ١ : ٢٦٥ ، بلفظ : هم النصارى.
(٣) ابن أبي حاتم ١ : ٢١٦ / ١١٤٦.
(٤) البقرة ٢ : ٥٥.
(٥) النساء ٤ : ١٥٣.
(٦) العنكبوت ٢٩ : ٤٩.
(٧) تفسير مقاتل ١ : ١٣٤.