تصدّقوه؟ قالوا : هو عدوّنا. فأنزل الله تعالى : (مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ) إلى قوله (كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ) فعند ذلك باؤوا بغضب على غضب. (١)
[٢ / ٢٧٧١] وأخرج ابن جرير ، عن ابن جريج ، قال : حدّثني القاسم بن أبي بزّة : أنّ اليهود سألوا النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم من صاحبه الذي ينزل عليه بالوحي ، فقال : «جبريل». قالوا : فإنّه لنا عدوّ ولا يأتي إلّا بالحرب والشدّة والقتال. فنزل : (مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ) الآية. (٢)
[٢ / ٢٧٧٢] وأخرج ابن جرير وعبد الرزّاق ، عن معمر ، عن قتادة قال : قالت اليهود : إنّ جبريل هو عدوّنا لأنّه ينزل بالشدّة والحرب والسّنة ، وإنّ ميكائيل ينزل بالرخاء والعافية والخصب ، فجبريل عدوّنا. فقال الله جلّ ثناؤه : (مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ). (٣)
[٢ / ٢٧٧٣] وأخرج ابن أبي شيبة في المصنّف وإسحاق بن راهويه في مسنده وابن جرير وابن أبي حاتم عن الشعبي قال : نزل عمر بالروحاء ، فرأى ناسا يبتدرون أحجارا يصلّون إليها! فقال : ما هذا؟
فقالوا : يقولون إنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم صلّى إلى هذه الأحجار ، فقال : سبحان الله! ما كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلّا راكبا مرّ بواد ، فحضرت الصلاة فصلّى.
ثمّ حدّث عمر فقال : إنّي كنت أغشى اليهود يوم دراستهم ، فقالوا : ما من أصحابك أحد أكرم علينا منك ، لأنّك تأتينا! قلت : وما ذاك إلّا أنّي أعجب من كتب الله كيف يصدّق بعضها بعضا ؛ كيف تصدّق التوراة الفرقان والفرقان التوراة. فمرّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يوما وأنا أكلّمهم فقلت : أنشدكم بالله وما تقرأون من كتابه ، أتعلمون أنّه رسول الله؟ فسكتوا فقال عالمهم وكبيرهم : إنّه قد عظّم عليكم فأجيبوه! قالوا : أنت عالمنا وسيّدنا فأجبه أنت. قال : أمّا إذا أنشدتنا به فإنّا نعلم إنّه رسول الله! قلت : ويحكم ، أي هلكتم والله تعلمون أنّه رسول الله ثمّ لا تتّبعونه ولا تصدّقونه! قالوا : لم نهلك ولكن
__________________
(١) الدرّ ١ : ٢٢١ ـ ٢٢٢ ؛ مسند الطيالسي : ٣٥٦ ـ ٣٥٧ ؛ مسند أحمد ١ : ٢٧٨ ؛ ابن أبي حاتم ١ : ١٧٩ ـ ١٨٠ / ٩٥٢ ، باختصار ؛ الكبير ١٢ : ١٩٠ ـ ١٩١ / ١٤١٤ ، ترجمة شهر بن حوشب عن ابن عبّاس ؛ الدلائل ، للبيهقي ٦ : ٢٦٦ ـ ٢٦٧ ؛ مجمع الزوائد ٦ : ٣١٤ ـ ٣١٥ ؛ ابن كثير ١ : ١٣٣ ـ ١٣٤.
(٢) الطبري ١ : ٦٠٨ / ١٣٣٢ ؛ ابن كثير ١ : ١٣٤.
(٣) الطبري ١ : ٦١٠ / ١٣٣٥ ؛ عبد الرزّاق ١ : ٢٨١ / ٩٢ ؛ ابن كثير ١ : ١٣٦.