مرتبة الشهود التي بلغها الأنبياء ، فيوقر في أذنهم وينكت في قلوبهم وقد يعاينون من عوالم الغيب ما يعاينها الأنبياء ، سوى أنّهم ليسوا بأنبياء فلا يوحى إليهم ما يوحى إلى الأنبياء من وحي الرسالة وإن كانوا يلهمون ويحدّثون كما يلهم الأنبياء ويحدّثون.
وقد سبق حديث الإمام أبي جعفر الثاني عن جدّه الإمام أبي جعفر الأوّل : أنّ الأوصياء محدّثون ، يحدّثهم روح القدس ولا يرونه (١) كناية عن إلهامات تفاض عليهم من عالم القدس والملكوت وقد استفاض الحديث الوارد بشأن الأئمّة وأنّهم محدّثون.
[٢ / ٢٦٢٣] روى ابن شهر آشوب عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من أهل بيتي اثنا عشر نقيبا محدّثون مفهّمون» (٢).
[٢ / ٢٦٢٤] وروى النعماني بالإسناد إلى أبي جعفر عن آبائه عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «من أهل بيتي اثنا عشر محدّثا» (٣).
[٢ / ٢٦٢٥] وروى المفيد بالإسناد إلى أبي هاشم الجعفري قال : سمعت الرضا عليهالسلام يقول : «الأئمّة علماء حلماء صادقون ، مفهّمون محدّثون» (٤).
[٢ / ٢٦٢٦] وروى عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : فما آية المحدّث؟ قال : «يأتيه ملك فينكت في قلبه كيت وكيت» (٥).
نعم هنالك المؤمن الصادق في إيمانه ، جعله الله في رعايته وألهمه الخير ، وأصبح محدّثا مفهّما.
[٢ / ٢٦٢٧] روى الصدوق بإسناده إلى عبيد بن هلال ، قال : سمعت أبا الحسن الرضا عليهالسلام يقول : «إنّي أحبّ أن يكون المؤمن محدّثا! قلت : وأيّ شيء المحدّث؟ قال : مفهّم» (٦) أي ملهما واعيا.
[٢ / ٢٦٢٨] وروى الكشّي بإسناده إلى الصادق عليهالسلام قال : «اعرفوا منازل شيعتنا بقدر ما يحسنون من رواياتهم عنّا ، فإنّا لا نعدّ الفقيه منهم فقيها حتّى يكون محدّثا. فقيل له : أو يكون المؤمن محدّثا؟
__________________
(١) البحار ٢٥ : ٥٧ / ٢٤. البصائر : ٤٧٣ / ٩.
(٢) البحار ٣٦ : ٢٧١ / ٩٢ ؛ المناقب لابن شهر آشوب ١ : ٢٥٨.
(٣) البحار : ٢٧٢ / ٩٥ ؛ الغيبة للنعماني : ٧٢ / ٦ ، باب ٤.
(٤) البحار ٢٦ : ٦٦ / ١ ؛ الأمالي للشيخ : ٢٤٥ / ٤٢٦.
(٥) البحار ٦٧ / ٤ ؛ الأمالي للشيخ : ٤٠٧ / ٩١٤.
(٦) البحار ١ : ١٦١ / ١ ؛ المعاني : ١٧٢ ، باب معنى المحدّث ؛ عيون الأخبار ٢ : ٢٧٥ / ٦٨.