قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

التفسير الأثري الجامع [ ج ٣ ]

التفسير الأثري الجامع [ ج ٣ ]

201/576
*

[٢ / ٢٢٠٦] وروى بإسناده إلى ابن عبّاس قال : الفوم : الحنطة بلسان بني هاشم (١).

[٢ / ٢٢٠٧] وأخرج عبد الرزاق عن معمر عن قتادة ، قال : الفوم : الخبزة (٢).

قال أبو جعفر : وقال آخرون : هو الثوم.

[٢ / ٢٢٠٨] فقد روى ليث ، عن مجاهد ، قال : هو هذا الثوم.

[٢ / ٢٢٠٩] وعن الربيع ، قال : الفوم : الثوم.

قال : وهو في بعض القراءات : «وثومها». وقد ذكر أنّ تسمية الحنطة والخبز جميعا فوما من اللّغة القديمة ، حكي سماعا من أهل هذه اللغة : فوّموا لنا ، بمعنى اختبزوا لنا. وذكر أنّ ذلك قراءة عبد الله بن مسعود : «وثومها» بالثاء. فإن كان ذلك صحيحا فإنّه من الحروف المبدلة ، كقولهم : وقعوا في عاثور شرّ وعافور شرّ ، وكقولهم للأثافي أثاثي ، وللمغافير مغاثير ، وما أشبه ذلك ممّا تقلب الثاء فاء والفاء ثاء لتقارب مخرج الفاء من مخرج الثاء. والمغافير شبيه بالشيء الحلو يشبه بالعسل ينزل من السماء حلوا يقع على الشجر ونحوها (٣).

قال الفرّاء : إنّ الفوم فيما ذكر لغة قديمة وهي الحنطة والخبز جميعا قد ذكرا. قال بعضهم : سمعنا العرب من أهل هذه اللغة يقولون : فوّموا لنا ، بالتشديد لا غير ، يريدون : اختبزوا. وهي في قراءة عبد الله : «وثومها» بالثاء ، فكأنّه أشبه المعنيين بالصواب ؛ لأنّه مع ما يشاكله من العدس والبصل وشبهه. والعرب تبدل الفاء بالثاء فيقولون : جدث وجدف ، ووقعوا في عاثور شرّ وعافور شرّ. والأثاثي والأثافي. وسمعت كثيرا من بني أسد يسمّي المغافير المغاثير (٤).

[٢ / ٢٢١٠] وأخرج الطسيّ في مسائله عن ابن عبّاس أنّ نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله عزوجل : (وَفُومِها). قال : الفوم : الحنطة. قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم ، أما سمعت أبا محجن الثقفي وهو يقول :

__________________

(١) المصدر : ٤٤٤.

(٢) عبد الرزّاق ١ : ٢٧٣ / ٦١.

(٣) الطبري ١ : ٤٤٥.

(٤) معاني القرآن للفرّاء ١ : ٤١. قولهم : وقعوا في عاثور شرّ أي اختلط أمرهم واشتدّ. والمغافير : صمغ يسيل من شجر الرمث والعرفط وهو حلو يؤكل غير أنّ رائحته ليست بطيّبة.