سبط عين ، ولا يرتحلون منقلة (١) إلّا وجدوا ذلك الحجر معهم بالمكان الذي كان به معهم في المنزل الأوّل.
[٢ / ٢١٦٩] وروى عكرمة عن ابن عبّاس ، قال : ذلك في التيه ، ضرب لهم موسى الحجر ، فصار فيه اثنتا عشرة عينا من ماء ، لكلّ سبط منهم عين يشربون منها.
[٢ / ٢١٧٠] وروى ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : (فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً) لكلّ سبط منهم عين ، كلّ ذلك كان في تيههم حين تاهوا.
[٢ / ٢١٧١] وروى ابن جريج ، عن مجاهد في قوله : (وَإِذِ اسْتَسْقى مُوسى لِقَوْمِهِ) قال : خافوا الظمأ في تيههم حين تاهوا ، فانفجر لهم الحجر اثنتي عشرة عينا ضربه موسى. قال ابن جريج ، قال ابن عبّاس : الأسباط : بنو يعقوب كانوا اثني عشر رجلا كلّ واحد منهم ولد سبطا أمّة من الناس.
[٢ / ٢١٧٢] وروى ابن وهب ، عن ابن زيد قال : استسقى لهم موسى في التيه ، فسقوا في حجر مثل رأس الشاة. قال : يلقونه في جوانب الجوالق (٢) إذا ارتحلوا ، ويقرعه موسى بالعصا إذا نزل ، فتنفجر منه اثنتا عشرة عينا ، لكلّ سبط منهم عين. فكان بنو إسرائيل يشربون منه ، حتّى إذا كان الرحيل استمسكت العيون ، وقيل به (٣) فألقي في جانب الجوالق ، فإذا نزل رمي به. فقرعه بالعصا ، فتفجّرت عين من كلّ ناحية مثل البحر.
[٢ / ٢١٧٣] وروى أسباط ، عن السدّي ، قال : كان ذلك في التيه.
وأمّا قوله : (قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ) فإنّما أخبر الله عنهم بذلك ، لأنّ معناهم في الذي أخرج الله ـ جلّ وعزّ ـ لهم من الحجر الذي وصف جلّ ذكره في هذه الآية صفته من الشرب كان مخالفا معاني سائر الخلق فيما أخرج الله لهم من المياه من الجبال والأرضين التي لا مالك لها سوى الله عزوجل. وذلك أنّ الله كان جعل لكلّ سبط من الأسباط الاثني عشر عينا من الحجر الذي وصف صفته في هذه الآية ، يشرب منها دون سائر الأسباط غيره ، لا يدخل سبط منهم في شرب سبط غيره. وكان
__________________
(١) منقلة : مرحلة من السفر ، والجمع مناقل.
(٢) الجوالق : وعاء كبير منسوج من صوف أو شعر تحمل فيه الأطعمة.
(٣) يقال : قال بيده أي أهوى بها وأخذ الشيء. فمعنى قيل به : أنّهم أخذوه وحملوه معهم.