بيت المقدس.
[٢ / ٢٠٨٢] وعن السّدّي في قوله : (وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً) قال : أمّا الباب فباب من أبواب بيت المقدس.
[٢ / ٢٠٨٣] وعن ابن عبّاس في قوله : (وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً) قال : إنّه أحد أبواب بيت المقدس ، وهو يدعى باب حطّة.
وأما قوله : (سُجَّداً) فإنّ ابن عبّاس كان يتأوّله بمعنى الرّكّع.
[٢ / ٢٠٨٤] روي عن ابن عبّاس في قوله : (وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً) قال : ركّعا من باب صغير.
[٢ / ٢٠٨٥] وعن سعيد ، عن ابن عبّاس في قوله : (وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً) قال : أمروا أن يدخلوا ركّعا. وأصل السجود : الانحناء لمن سجد له معظّما بذلك ، فكلّ منحن لشيء تعظيما له فهو ساجد ، ومنه قول الشاعر ـ وهو زيد الخيل (١) ـ :
بجمع تضلّ البلق في حجراته |
|
ترى الأكم فيه سجّدا للحوافر (٢) |
يعني بقوله : سجّدا : خاشعة خاضعة. ومن ذلك قول أعشى بني قيس بن ثعلبة :
يراوح من صلوات الملي |
|
ك طورا سجودا وطورا جؤارا (٣) |
فذلك تأويل ابن عبّاس قوله : (سُجَّداً) ركّعا ، لأنّ الراكع منحن ، وإن كان الساجد أشدّ انحناء منه (٤).
وقال في تأويل قوله تعالى : (حِطَّةٌ) : فعلة ، من قول القائل : حطّ الله عنك خطاياك فهو يحطّها حطّة ، بمنزلة الردّة والحدّة والمدّة من رددت وحددت ومددت.
واختلف أهل التأويل في تأويله ، فقال بعضهم بنحو الذي قلنا.
[٢ / ٢٠٨٦] فقد روى عبد الرزّاق ، عن معمر : في قوله (وَقُولُوا حِطَّةٌ) : قال الحسن وقتادة : أي
__________________
(١) على ما صرّح به الطبري ذيل الآية ٧٤ البقرة (١ : ٤٧٢).
(٢) البلق : جمع أبلق وبلقاء ، الفرس يرتفع تحجيلها إلى الفخذين. الحجرات : جمع حجرة ، وهي الناحية. والأكم : جمع أكمة ، وهي تلّ يكون أشدّ ارتفاعا ممّا حوله.
(٣) الجؤار : رفع الصوت بالدعاء مع تضرّع واستغاثة وجزع.
(٤) الطبري ١ : ٤٢٧ ـ ٤٢٨.