.................................................................................................
______________________________________________________
لقرينة لا يمنع كون الاستثناء ـ لو تجرّد عن القرينة ـ دالا على المفهوم ، ومن هذا يظهر فساد الاستدلال لدلالة الاستثناء على المفهوم بغير التبادر ، وهو قبول اسلام من قال كلمة التوحيد.
وتوضيح الاستدلال : ان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يقبل اسلام كل من نطق بكلمة لا إله إلا الله ، فان الاسلام هو عبارة عن نفي الشركة والاعتراف بوجود الله تبارك وتعالى وحده ، فلو لم تدل كلمة التوحيد على نفي غير الله والاعتراف بوجوده عزوجل لما كان النطق بها كافيا في قبول اسلام المسلم ، فان المنطوق في كلمة التوحيد هو نفي وجود حقيقة الإله او نفي امكانها ، واخراج الله تبارك وتعالى من هذه الحقيقة المنفية اما بوجودها او بامكانها ، لان الخبر المقدّر اما موجود او ممكن ، وهذا وحده غير كاف في الاسلام ، بل لا بد مع اخراجه عزوجل عن الحقيقة المنفية من ضمّ الاعتراف بوجوده او امكانه ، وسيأتي ان الاعتراف بامكانه يساوق الاعتراف بوجوده ، والاعتراف بوجوده او امكانه هو المفهوم في هذه الكلمة المباركة ، فلو لم يكن الاستثناء دالا على المفهوم لما كان النطق بهذه الكلمة الطيبة كافيا في قبول اسلام المسلم.
والحاصل : ان القائل بالمفهوم في الاستثناء يقول بدلالة القضية الاستثنائية على ثبوت حكم للمستثنى عكس الحكم الثابت للمستثنى منه ، والمنكر للمفهوم فيها يقول بان الاستثناء لا يدل على أكثر من خروج المستثنى عن حكم المستثنى منه ، ولا دلالة فيه على ثبوت حكم للمستثنى عكس الحكم الثابت للمستثنى منه ، ولما كان الاسلام هو نفي واجب وجود غير الله والاعتراف بوجوده ، فلو لم تكن هذه الكلمة الطيّبة دالة على ثبوت حكم للمستثنى عكس المستثنى منه لكانت دالة على محض نفي غير الله ، أي ان وجوب الوجود المنفي خارج عنه الله تعالى من دون دلالة للقضية على انه مع خروجه هو ثابت ، ولما كان الاسلام هو نفي وجوب الوجود عن غيره وثبوته وحده ، فقبول النبي للاسلام بمجرد النطق بهذه الكلمة انما هو لدلالتها على المفهوم