نفسه ، وقال ابن عبّاس وعطاء (١) : الأوّاب : المسبّح ؛ من قوله : (يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ) [سبأ : ١٠] وقال المحاسبيّ (٢) : هو الراجع بقلبه إلى ربه ، وقال عبيد بن عمير (٣) : كنّا نتحدث أنّه الذي إذا قام من مجلسه استغفر الله ممّا جرى في ذلك المجلس ، وكذلك كان النبيّ صلىاللهعليهوسلم يفعل (٤) ، والحفيظ معناه : لأوامر الله ، فيمتثلها ، ولنواهيه فيتركها ، وقال ابن عبّاس (٥) : حفيظ لذنوبه حتّى يرجع عنها ، والمنيب : الراجع إلى الخير المائل إليه ؛ قال الدّاووديّ (٦) : وعن قتادة (بِقَلْبٍ مُنِيبٍ) قال : مقبل على الله سبحانه ، انتهى.
وقوله سبحانه : (ادْخُلُوها) أي : يقال لهم : ادخلوها.
وقوله عزوجل : (لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها وَلَدَيْنا مَزِيدٌ) خبر بأنّهم يعطون آمالهم أجمع ، ثم أبهم تعالى الزيادة التي عنده للمؤمنين المنعّمين ، وكذلك هي مبهمة في قوله تعالى : (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ) [السجدة : ١٧] وقد فسر ذلك الحديث الصحيح ، وهو قوله ـ عليهالسلام ـ : «يقول الله تعالى : أعددت لعبادي الصّالحين : ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، بله ما اطّلعتم عليه (٧) قال* ع (٨) * : وقد ذكر الطبريّ وغيره في تعيين هذا المزيد أحاديث مطولة ، وأشياء ضعيفة ؛ لأنّ / الله تعالى يقول : (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ) وهم يعينونها تكلفا وتعسفا.
وقوله تعالى : (فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ) أي : ولجوا البلاد من أنقابها ؛ طمعا في النجاة من الهلاك (هَلْ مِنْ مَحِيصٍ) أي : لا محيص لهم ، وقرأ ابن عبّاس وغيره : «فنقّبوا» على
__________________
(١) أخرجه الطبري (١١ / ٤٢٨) برقم : (٣١٩٢٦) عن ابن عبّاس ، وذكره البغوي (٤ / ٢٢٥) ، وابن عطية (٥ / ١٦٦)
(٢) ذكره ابن عطية (٥ / ١٦٦)
(٣) ذكره ابن عطية (٥ / ١٦٦) ، وابن كثير في «تفسيره» (٤ / ٢٢٨) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ١٢٦) ، وعزاه لابن أبي شيبة ، وابن المنذر.
(٤) ذكره الهندي في «كنز العمال» (٧ / ١٥٣) برقم : (١٨٤٧٨) ، وعزاه إلى ابن السني عن عبد الله الحضرمي.
(٥) أخرجه الطبري (١١ / ٤٢٨) برقم : (٣١٩٣٣) ، وذكره البغوي (٤ / ٢٢٥) ، وابن عطية (٥ / ١٦٦) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ١٢٦) ، وعزاه لابن جرير ، والبيهقي في «شعب الإيمان» عن التميمي.
(٦) أخرجه الطبري (١١ / ٤٢٩) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ١٢٦) ، وعزاه لعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر.
(٧) تقدم.
(٨) ينظر : «المحرر الوجيز» (٥ / ١٦٦)