وقوله : (وَيْكَأَنَ) مذهب الخليل وسيبويه : أن «وي» حرف تنبيه منفصلة من (كأن) ، لكن أضيفت لكثرة الاستعمال.
وقال أبو حاتم وجماعة : ويك : هي (ويلك) حذفت اللام منها لكثرة الاستعمال.
وقالت فرقة : «ويكأن» بجملتها كلمة.
(تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (٨٣) مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ إِلاَّ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) (٨٤)
وقوله تعالى : (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً ...) الآية : هذا إخبار مستأنف من الله تعالى لنبيه ـ عليهالسلام ـ ، يراد به جميع العالم ، ويتضمن الحضّ على السعي ، حسب ما دلت عليه الآية ، ويتضمن الانحناء على حال قارون ونظرائه ، والمعنى : أنّ الآخرة ليست في شيء من أمر قارون ؛ وأشباهه ؛ وإنما هي لمن صفته كذا وكذا ، والعلو المذموم : هو بالظلم والتجبر ، قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «وذلك أن تريد أن يكون شراك نعلك أفضل من شراك نعل أخيك» ، والفساد يعمّ وجوه الشر.
(إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جاءَ بِالْهُدى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٨٥) وَما كُنْتَ تَرْجُوا أَنْ يُلْقى إِلَيْكَ الْكِتابُ إِلاَّ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِلْكافِرِينَ (٨٦) وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آياتِ اللهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلى رَبِّكَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (٨٧) وَلا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (٨٨)
وقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ) قالت فرقة : معناه فرض عليك أحكام القرآن.
وقوله تعالى : (لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ) قال الجمهور : معناه : لرادك إلى الآخرة ، أي : باعثك بعد الموت ، وقال ابن عباس وغيره : المعاد : الجنة (١) ، وقال ابن عباس (٢) أيضا ؛
__________________
(١) أخرجه الطبريّ (١٠ / ١١٦) رقم (٢٧٦٦٠ ـ ٢٧٦٦١) ، وذكره ابن عطية (٤ / ٣٠٣) ، وابن كثير (٣ / ٤٠٢) ، والسيوطي (٥ / ٢٦٦) ، وعزاه لابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه عن ابن عباس.
(٢) أخرجه البخاري رقم (٤٧٧٣) والنسائي في «التفسير» (٤٠٦).
وأخرجه الطبريّ (١٠ / ١١٧) رقم (٢٧٦٨١) ، وذكره البغوي (٣ / ٤٥٨) ، وذكره ابن عطية (٤ / ٣٠٣) ، وابن كثير (٣ / ٤٠٢) ، والسيوطي (٥ / ٢٦٦) ، وعزاه لابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، والبخاري ، والنسائي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والبيهقي في «الدلائل» من طرق عن ابن عباس.