ت : وفي الترمذيّ ؛ عن معاذ بن أنس الجهنيّ ، أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «من ترك اللّباس تواضعا لله ، وهو يقدر عليه ، دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق ؛ حتّى يخيّره ؛ من أيّ حلل الإيمان شاء يلبسها» (١). وروى الترمذيّ عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : كان لنا قرام ستر فيه تماثيل على بابي فرآه رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : «انزعيه فإنّه يذكّرني الدّنيا» (٢) ، الحديث وروى الترمذيّ عن كعب بن عياض قال : سمعت النبيّ صلىاللهعليهوسلم يقول : «إنّ لكلّ أمّة فتنة ، وفتنة أمّتي : المال» (٣) ؛ قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح ؛ وفيه عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «ليس لابن آدم حقّ في سوى هذه الخصال : بيت يسكنه ، وثوب يواري عورته ، وجلف الخبز والماء» (٤).
قال النضر بن شميل : «جلف الخبز» يعني : ليس معه إدام. انتهى. فهذه الأحاديث وأشباهها تزهّد في زينة الدنيا وغضارة (٥) عيشها الفاني.
__________________
(١) أخرجه الترمذيّ (٤ / ٦٥٠) كتاب صفة القيامة باب (٣٩) حديث (٢٤٨١) ، وأحمد (٣ / ٤٣٩) ، والحاكم (٤ / ١٨٣) ، وأبو نعيم في «الحلية» (٨ / ٨٤) من طريق أبي مرحوم عبد الرحيم بن ميمون عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه مرفوعا.
وقال الترمذيّ : هذا حديث حسن.
وقال الحاكم : صحيح الإسناد. ووافقه الذهبي.
(٢) أخرجه الترمذيّ (٤ / ٦٤٣ ـ ٦٤٤) كتاب صفة القيامة : باب (٣٢) حديث (٢٤٦٨) ، والنسائي (٨ / ٢١٣).
كتاب الزينة : باب التصاوير ، وأحمد (٦ / ٢٢٦) ، والبيهقي (٧ / ٢٦٧) من طريق سعد بن هشام عن عائشة.
وقال الترمذيّ : هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه.
(٣) أخرجه الترمذيّ (٤ / ٥٦٩) كتاب الزهد : باب ما جاء أن فتنة هذه الأمة في المال ، حديث (٢٣٣٦) ، والبخاري في «التاريخ الكبير» (٧ / ٢٢٢) ، وأحمد (٤ / ١٦٠) ، والحاكم (٤ / ٣١٨) ، وابن حبان (٢٤٧٠ ـ موارد) ، والطبراني في «الكبير» (١٩ / ١٧٩) رقم (٤٠٤) ، والقضاعي في «مسند الشهاب» (٢ / ١٢٤) رقم (١٠٢٢) من حديث كعب بن عياض وقال الترمذيّ : هذا حديث حسن صحيح غريب.
وقال الحاكم : صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وصححه ابن حبان.
(٤) أخرجه الترمذيّ (٤ / ٥٧١ ـ ٥٧٢) كتاب الزهد : باب (٣٠) حديث (٢٣٤١) من طريق حريث بن السائب ، قال : سمعت الحسن يقول : حدثني حمران بن أبان عن عثمان بن عفان به.
وقال الترمذيّ : هذا حديث حسن صحيح.
وصححه الحاكم (٤ / ٣١٢) ووافقه الذهبي.
(٥) الغضارة : النعمة والسعة في العيش.
ينظر : «لسان العرب» (٣٢٦٤)