بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وصلّى الله على سيّدنا ومولانا محمّد وعلى آله
تفسير «سورة لقمان»
وهي مكيّة
غير آيتين قال قتادة : أولهما : (وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ) إلى آخر الآيتين ، وقال ابن عباس ثلاث.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(الم (١) تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ (٢) هُدىً وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (٣) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (٤) أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٥) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) (٦)
قوله عزوجل : (الم تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ هُدىً وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ) : خصّه للمحسنين من حيث لهم نفعه ، وإلا فهو هدى في نفسه.
وقوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ) روي : أن الآية نزلت في شأن رجل من قريش ؛ اشترى جارية مغنية ؛ لتغنّي له بهجاء النبي صلىاللهعليهوسلم.
وقيل : إنه ابن خطل.
وقيل : نزلت في النضر بن الحارث ، وقيل غير هذا ، والذي يترجح أن الآية نزلت في لهو حديث مضاف إلى كفر ؛ فلذلك اشتدت ألفاظ الآية ، و (لَهْوَ الْحَدِيثِ) كل ما يلهي من غناء وخناء. ونحوه ، والآية باقية المعنى في الأمة غابر الدهر ؛ لكن ليس ليضلوا عن سبيل الله ، ولا ليتخذوا آيات الله هزوا ، ولا عليهم هذا الوعيد ؛ بل ليعطلوا عبادة ، ويقطعوا زمنا بمكروه.
قال ابن العربيّ (١) في «أحكامه» : وروى ابن وهب عن مالك عن محمد بن المنكدر :
__________________
(١) ينظر : «أحكام القرآن» (٣ / ١٤٩٣)