قال ع (١) : ويحتمل أن يريد (بِما أُوتِيَ مُوسى) من أمر محمد والإخبار به الذي هو في التوراة.
وقوله : (وَقالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كافِرُونَ) يؤيّد هذا التأويل ، وقرأ حمزة والكسائيّ (٢) وعاصم : «سحران» والمراد بهما : التوراة والقرآن ؛ قاله ابن عباس (٣) ، و (تَظاهَرا) : معناه : تعاونا.
وقوله : (أَهْدى مِنْهُما).
قال الثعلبي : يعني : أهدى من كتاب محمد وكتاب موسى ؛ انتهى.
ت : ويحتمل أن يكون الضمير في (يَكْفُرُوا) لقريش كما أشار إليه الثعلبيّ ، وكذا في (قالُوا) لقريش عنده. و (سِحْرانِ) يريدون موسى ومحمدا ـ عليهماالسلام ـ وهو ظاهر قولهم : (إِنَّا بِكُلٍّ كافِرُونَ) ؛ لأن اليهود لا يقولون ذلك في موسى في عصر نبينا محمد عليهالسلام ، ويبيّن هذا كلّه قوله تعالى : (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ ...) الآية ، فإنّ ظاهر الآية أنّ المراد قريش وعلى هذا كله مرّ الثعلبيّ ، انتهى.
(وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٥١) الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (٥٢) وَإِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ قالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (٥٣) أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (٥٤) وَإِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقالُوا لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ (٥٥) إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (٥٦) وَقالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٥٧) وَكَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَها فَتِلْكَ مَساكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوارِثِينَ (٥٨) وَما كانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّها رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِنا وَما كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرى إِلاَّ وَأَهْلُها ظالِمُونَ (٥٩) وَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَزِينَتُها وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقى أَفَلا تَعْقِلُونَ) (٦٠)
__________________
(١) ينظر : «المحرر» (٤ / ٢٩١)
(٢) ينظر : «السبعة» (٤٩٥) ، و «الحجة» (٥ / ٤٢٣) ، و «إعراب القراءات» (٢ / ١٧٧) ، و «معاني القراءات» (٢ / ٢٥٤) ، و «شرح الطيبة» (٥ / ١٢٣) ، و «العنوان» (١٤٧) ، و «حجة القراءات» (٥٤٧) ، و «شرح شعلة» (٥٣٤) ، و «إتحاف» (٢ / ٣٤٤)
(٣) أخرجه الطبريّ (١٠ / ٨٠) رقم (٢٧٤٨٤) ، وذكره ابن عطية (٤ / ٣٩١) ، وابن كثير (٣ / ٣٩٢) ، والسيوطي (٥ / ٢٤٨) ، وعزاه لابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس.