الحمد لله الّذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حول منّي ولا قوّة ـ غفر له ما تقدّم من ذنبه ، ومن لبس ثوبا ، فقال : الحمد لله الّذي كساني هذا الثّوب ورزقنيه من غير حول منّي ولا قوّة غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر» (١) رواه أبو داود ؛ واللفظ له ، والترمذيّ وابن ماجه والحاكم في «المستدرك» ، وقال : صحيح على شرط البخاريّ ، وقال الترمذيّ : حسن غريب ، انتهى من «السلاح».
(فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ قالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا فَلَمَّا جاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٢٥) قالَتْ إِحْداهُما يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (٢٦) قالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ وَما أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (٢٧) قالَ ذلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ وَاللهُ عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ) (٢٨)
وقوله تعالى : (فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِي عَلَى اسْتِحْياءٍ ...) الآية : في هذا الموضع اختصار يدلّ عليه الظاهر ، قدّره ابن إسحاق : فذهبتا إلى أبيهما فأخبرتاه بما كان من الرجل ، فأمر إحدى ابنتيه أن تدعوه له ، فجاءته ، على ما في الآية /. وقوله : (عَلَى اسْتِحْياءٍ) أي : خفرة ، قد سترت وجهها بكمّ درعها ؛ قاله عمر بن الخطاب (٢) ـ رضي الله عنه ـ. وروى الترمذيّ عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «الحياء من الإيمان والإيمان في الجنّة ، والبذاء من الجفاء ؛ والجفاء في النّار» (٣) قال أبو عيسى : هذا حديث
__________________
(١) أخرجه أبو داود (١ / ٤٤٠) كتاب اللباس : باب ما جاء في اللباس ، حديث (٤٠٢٣) ، والترمذيّ (٥ / ٥٠٨) كتاب الدعوات : باب ما يقول إذا فرغ من الطعام ، حديث (٣٤٥٨) ، وابن ماجه (٢ / ١٠٩٣) كتاب الأطعمة : باب ما يقال إذا فرغ من الطعام ، حديث (٣٢٨٥) ، وأحمد (٣ / ٤٣٩) ، والحاكم (١ / ٥٠٧ ، ٤ / ١٩٢) ، وابن السني في «عمل اليوم والليلة» رقم (٤٦١) كلهم من طريق أبي مرحوم عبد الرحيم بن ميمون عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه به.
وقال الترمذيّ : حديث حسن غريب.
وقال الحاكم : صحيح الإسناد.
(٢) أخرجه الطبريّ (١٠ / ٥٨) رقم (٢٧٣٥٤) ، وذكره البغوي (٣ / ٤٤٢) بنحوه ، وابن عطية (٤ / ٢٨٤) ، وابن كثير (٣ / ٣٨٤) ، والسيوطي (٥ / ٢٣٨) ، وعزاه لسعيد بن منصور ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم من طريق عبد الله بن أبي الهذيل عن عمر بن الخطاب.
(٣) أخرجه الترمذيّ (٤ / ٣٦٥) كتاب البر والصلة : باب ما جاء في الحياء ، حديث (٢٠٠٩) ، وأحمد (٢ / ٥٠١) ، وابن حبان (١٩٢٩ ـ موارد) ، والبغوي في «شرح السنة» (٦ / ٥٤٠ ، ٥٤١ ـ بتحقيقنا) كلهم من طريق محمد بن عمرو.