تلك المكارم ............... |
|
................ (١) |
وهذا كثير.
ثم ابتدأ سبحانه الخبر عن جميعهم بقوله : (وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ) ، هذا الكلام يحتمل وجوها من التأويل :
أحدها : / أن يريد أنّ الرسول جاء لكلّ فريق منهم ، فكذّبوه لأول أمره ، ثم استبانت حجته ، وظهرت الآيات الدالّة على صدقه ، مع استمرار دعوته. ، فلجّوا هم في كفرهم ، ولم يؤمنوا بما سبق به تكذيبهم.
والثاني : من الوجوه : أن يريد : فما كان آخرهم في الزّمن ليؤمن بما كذّب به أوّلهم في الزمن ، بل مشى بعضهم على سنن بعض في الكفر ؛ أشار إلى هذا التأويل النّقّاش (٢).
والثالث : أنّ هؤلاء لو ردّوا من الآخرة إلى الدنيا ، لم يكن منهم إيمان ؛ قاله مجاهد (٣) ، وقرنه بقوله : (وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ) [الأنعام : ٢٨].
والرابع : أنه يحتمل : فما كانوا ليؤمنوا بما سبق في علم الله سبحانه ؛ أنهم مكذّبون به ؛ وذكر هذا التأويل المفسّرون.
__________________
(١) تقدم قريبا.
(٢) ينظر : «المحرر الوجيز» (٢ / ٤٣٧) ، و «البحر المحيط» (٤ / ٣٥٩) و «الدر المصون» (٣ / ٣١٧)
(٣) أخرجه الطبري (٦ / ١٣) برقم : (١٤٩١٢) ، وذكره ابن عطية (٢ / ٤٣٤) ، والبغوي (٢ / ١٨٤) ، وابن كثير (٢ / ٢٣٥) ، والسيوطي (٣ / ١٩٤) ، وعزاه لابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم.