تلك المكارم لا قعبان من لبن |
|
شيبا بماء فعادا بعد أبوالا (١) |
ومنه قول الآخر :
وعاد رأسي كالثّغامة ... (٢)
ومنه قوله تعالى : (حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ) [يس : ٣٩] ، على أن هذه محتملة بقوله في الآية : (أَوْ لَتَعُودُنَ) ، وشعيب عليهالسلام لم يك قطّ كافرا ، فيقتضي أنها بمعنى «صار» ، وأما في جهة المؤمنين به بعد كفرهم ، فيترتّب المعنى الآخر ، ويخرج عنه شعيب ، وقوله : (أَوَلَوْ كُنَّا كارِهِينَ) توقيف منه لهم على شنعة المعصية ، وطلب أن يقروا بألسنتهم بإكراه المؤمنين على الإخراج ظلما وغشما.
قال* ص* : (قَدِ افْتَرَيْنا) : هو بمعنى المستقبل ؛ لأنه سدّ مسد جواب الشرط ، وهو : (إِنْ عُدْنا) أو هو جوابه ، على قول. انتهى.
وقوله : (إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّنا) يحتمل أن يريد إلّا أن يسبق علينا في ذلك من الله سابق سوء ، وينفذ منه قضاء لا يردّ.
قال* ع (٣) * : والمؤمنون هم المجوّزون لذلك ، وأما شعيب ، فقد عصمته النبوّة ، وهذا أظهر ممّا يحتمل القول ، ويحتمل أن يريد استثناء ما يمكن أن يتعبّد الله به المؤمنين ممّا يفعله الكفّار من القربات.
__________________
ـ ٢٩٩) ؛ و «الحماسة البصرية» (٢ / ١٠٥) ؛ و «خزانة الأدب» (١٠ / ٤٥٠) ؛ و «شرح عمدة الحافظ» ص : (٥٠٥) ، و «مجالس ثعلب» ص : (٥٩٧ ، ٥٩٨)
(١) روي البيت هكذا :
هذي المفاخر لا قعبان من لبن شيبا بماء فعادا بعد أبوالا هو لأبي الصلت الثقفي والد أميّة في «الشعر والشعراء» ص : (٤٦٩) ، و «العقد الفريد» (٢ / ٢٣) ؛ ولأميّة بن أبي الصلت في «ديوانه» ص : (٥٢) ، وللنابغة الجعدي في «ديوانه» ص : (١١٢) ، وللثقفي في «شرح المفصّل» (٨ / ١٠٤)
(٢) وهو من شواهد «المحرر الوجيز» (٢ / ٤٢٩). ويروى في «اللسان» : [ثغم] برواية : وصار رأس الشيخ كثغامة وعليه يكون من بحر الرجز ، وفي «القاموس» : والرأس صار كالثغامة بياضا.
(٣) ينظر : «المحرر الوجيز» (٢ / ٤٢٨)