ويحتمل أن يكون التأويل مصدر تأوّل ، أي : يتأول عليكم الخير في جميع أموركم ، إذا أحسنتم الكيل والوزن.
وقال* ص* : (تَأْوِيلاً) أي : عاقبة انتهى.
(وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً (٣٦) وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولاً (٣٧) كُلُّ ذلِكَ كانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً)(٣٨)
وقوله سبحانه : (وَلا تَقْفُ) معناه لا تقل ولا تتّبع ، واللفظة تستعمل في القذف ؛ ومنه قول النبيّ صلىاللهعليهوسلم : «نحن بنو النّضر لا نقفوا أمّنا ، ولا ننتفى من أبينا» ، وأصل (١) هذه اللفظة من اتباع الأثر ، تقول : قفوت الأثر ، وحكى الطبريّ (٢) عن فرقة ؛ أنها قالت : قفا وقاف ، مثل عثا وعاث ، فمعنى الآية : ولا تتبع لسانك من القول ما لا علم لك به ، وبالجملة : فهذه الآية تنهى عن قول الزور والقذف وما أشبه ذلك من الأقوال الكاذبة والمردية.
(إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً) عبّر عن هذه الحواسّ ب (أُولئِكَ). لأن لها إدراكا وجعلها في هذه الآية مسؤولة ، فهي حالة من يعقل.
* ت* : قال* ص : وما توهمه ابن عطية (أُولئِكَ) تختصّ بمن يعقل ليس كذلك ؛ إذ لا خلاف بين النحاة في جواز إطلاق «أولاء» و «أولئك» على من لا يعقل.
* ت* : وقد نقل ع (٣) * الجواز عن الزّجّاج وفي ألفيّة ابن مالك : [الرجز]
وبأولى أشر لجمع مطلقا |
|
................ (٤) |
__________________
ـ (٣ / ٤٩) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٤ / ٣٢٨) ، وعزاه لعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم.
(١) أخرجه ابن ماجه (٢ / ٨٧١) كتاب «الحدود» باب : من نفى رجلا من قبيلة ، حديث (٢٦١٢) من طريق عقيل بن طلحة ، عن مسلم بن هيضم ، عن الأشعث بن قيس قال : أتيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم في وفد كندة ولا يروني إلا أفضلهم فقلت : يا رسول الله ألستم منا؟ فقال : فذكره ، وقال البوصيري في «الزوائد» : هذا إسناد صحيح ، رجاله ثقات ؛ عقيل بن طلحة وثقه ابن معين والنسائي ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وباقي رجال الإسناد على شرط مسلم.
(٢) ينظر : «الطبري» (٨ / ٨٠) بنحوه.
(٣) ينظر : «المحرر الوجيز» (٣ / ٤٥٦)
(٤) وبعده :
.......... |
|
والمدّ أولى ولدي البعد انطقا |