وَإِنَّ
لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ
فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خالِصاً سائِغاً لِلشَّارِبِينَ)(٦٦)
وقوله سبحانه :
(تَاللهِ لَقَدْ
أَرْسَلْنا إِلى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ ...) الآية : هذه آية ضرب مثل لهم بمن سلف ، في ضمنها وعيد
لهم ، وتأنيس للنبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وقوله : (فَهُوَ وَلِيُّهُمُ
الْيَوْمَ) : يحتمل أن يريد ب (الْيَوْمَ) يوم الإخبار ، ويحتمل أن يريد يوم القيامة ، أي : وليهم
في اليوم المشهور.
وقوله سبحانه :
(إِلَّا لِتُبَيِّنَ
لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ) : (لِتُبَيِّنَ) : في موضع المفعول من أجله ، أي : إلا لأجل البيان ، و (الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ) : لفظ عامّ لأنواع كفر الكفرة ، لكن الإشارة هنا إلى
تشريكهم الأصنام في الإلهيّة.
ثم أخذ سبحانه
ينصّ العبر المؤدّية إلى بيان وحدانيته ، وعظيم قدرته ، فبدأ بنعمة المطر التي هي
أبين العبر ، وهي ملاك الحياة ، وهي في غاية الظهور ، لا يخالف فيها عاقل.
وقوله : (مِمَّا فِي بُطُونِهِ) : الضمير عائد على الجنس ، وعلى المذكور ، وهذا كثير.
وقوله سبحانه :
(سائِغاً
لِلشَّارِبِينَ) / «السائغ» : السّهل في الشرب اللذيذ.
* ت* : وعن ابن
عبّاس ، قال : قال النبيّ صلىاللهعليهوسلم : «من أطعمه الله طعاما ، فليقل : اللهمّ بارك لنا فيه
، وأطعمنا خيرا منه ، ومن سقاه الله لبنا ، فليقل : اللهمّ بارك لنا فيه ، وزدنا
منه» ، وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ليس شيء يجزىء مكان الطّعام والشّراب غير اللّبن» ، رواه أبو داود والترمذيّ وابن ماجه ، وقال الترمذيّ ،
واللفظ له : هذا حديث حسن ، انتهى من «السلاح».
(وَمِنْ ثَمَراتِ
النَّخِيلِ وَالْأَعْنابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ
فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٦٧) وَأَوْحى رَبُّكَ
إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ
وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (٦٨) ثُمَّ كُلِي مِنْ
كُلِّ الثَّمَراتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها
شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً
لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٦٩) وَاللهُ خَلَقَكُمْ
ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا
يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً
__________________