قال* ع (١) * : وهذا لا يضطر إليه ؛ لأنه خروج عن اللّفظ ، بل قوله : (مَثَلُ) على بابه ، فلهم على الإطلاق مثل السوء في كلّ سوء ، ولا غاية أخزى من عذاب النار ، ولله سبحانه (الْمَثَلُ الْأَعْلى) على الإطلاق أيضا ، أي : الكمال المستغني.
وقوله سبحانه : (وَلَوْ يُؤاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ ما تَرَكَ عَلَيْها مِنْ دَابَّةٍ) : الضمير في «عليها» عائد على الأرض ، وتمكّن ذلك مع أنه لم يجر لها ذكر ؛ لشهرتها وتمكّن الإشارة إليها ، وسمع أبو هريرة رجلا يقول : «إنّ الظّالم لا يهلك إلّا نفسه» فقال أبو هريرة : بلى ، إنّ الله ليهلك الحبارى في وكرها هزلا بذنوب الظّلمة (٢). و «الأجل المسمّى» ؛ في هذه الآية : هو بحسب شخص شخص.
وقوله : (ما يَكْرَهُونَ) يريد البنات.
وقوله سبحانه : (وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنى) : قال مجاهد وقتادة (الْحُسْنى) : الذّكور من الأولاد (٣) ، وقالت فرقة : يريد الجنة.
قال* ع (٤) * : ويؤيّده قوله : (لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ) ، وقرأ السبعة (٥) سوى نافع : «مفرطون» ـ بفتح الراء وخفّتها ـ أي : مقدّمون إلى النار ، وقرأ نافع : «مفرطون» ـ بكسر الراء المخفّفة ـ ، أي : متجاوزون الحدّ في معاصي الله.
(تَاللهِ لَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٦٣) وَما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٦٤) وَاللهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (٦٥)
__________________
(١) ينظر : «المحرر الوجيز» (٣ / ٤٠٢)
(٢) أخرجه الطبري (٧ / ٦٠١) برقم : (٢١٦٦٩) بنحوه ، وذكره البغوي (٣ / ٧٤) ، وابن عطية (٣ / ٤٠٣) ، وابن كثير (٢ / ٥٧٣) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٤ / ٢٢٨) ، وعزاه لعبد بن حميد ، وابن أبي الدنيا ، والبيهقي في «الشعب».
(٣) أخرجه الطبري (٧ / ٦٠٢) برقم : (٢١٦٧٣) ، (٢١٦٧٤) ، (٢١٦٧٥) ، وذكره ابن عطية (٣ / ٤٠٣) ، وابن كثير (٢ / ٥٧٤) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٤ / ٢٢٨) ، وعزاه لابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، ولعبد الرزاق ، وابن المنذر.
(٤) ينظر : «المحرر الوجيز» (٣ / ٤٠٣)
(٥) ينظر : «السبعة» (٣٧٣) ، و «الحجة» (٥ / ٧٣) ، و «معاني القراءات» (٢ / ٨٠) ، و «إعراب القراءات» (١ / ٣٥٦) ، و «شرح الطيبة» (٤ / ٤١٥) ، و «العنوان» (١١٨) ، و «شرح شعلة» (٤٥٨) ، و «حجة القراءات» (٣٩١) ، و «إتحاف» (٢ / ١٨٥)