تحت قدميه» (١) وروي أنها تبدّل أرضا من فضّة ، وروي أنها أرض كالفضّة من بياضها ، وروي أنها تبدّل من نار.
قال* ع (٢) * : وسمعت من أبي رحمهالله ؛ أنه روي أنّ التبديل يقع في الأرض ، ولكن يبدّل لكلّ فريق بما يقتضيه حاله ، فالمؤمن يكون على خبز يأكل منه بحسب حاجته إليه ، وفريق يكون على فضّة ، إن صحّ السند بها ، وفريق الكفرة يكونون على نار ، ونحو هذا ممّا كله واقع تحت قدرة الله عزوجل ، وأكثر المفسّرين على أنّ التبديل يكون بأرض بيضاء عفراء لم يعص الله فيها ، ولا سفك فيها دم ، وليس فيها معلم لأحد ، وروي عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم ؛ أنه قال : «المؤمنون وقت التبديل في ظلّ العرش» ، وروي عنه أنه قال : «النّاس وقت التبديل / على الصّراط» ، وروي أنه قال : الناس حينئذ أضياف الله ، فلا يعجزهم ما لديه» (٣) وفي «صحيح مسلم» من حديث ثوبان في سؤال الحبر ، وقوله : يا محمّد ، أين يكون النّاس يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسّموات؟ فقال صلىاللهعليهوسلم : «هم في الظلمة دون الجسر» (٤) الحديث بطوله ، وخرّجه مسلم وابن ماجه جميعا ، قالا : حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثم أسندا عن عائشة ، قالت : «سئل النّبيّ صلىاللهعليهوسلم عن قوله تعالى : (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ) فأين يكون النّاس؟ قال : على الصّراط» (٥) ، وخرّجه الترمذيّ من حديث عائشة ، قالت : يا رسول الله ، (وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ
__________________
(١) أخرجه البخاري (١١ / ٣٧٩) كتاب «الرقاق» باب : يقبض الله الأرض يوم القيامة ، حديث (٦٥١٩) من حديث أبي سعيد الخدري.
(٢) ينظر : «المحرر» (٣ / ٣٤٧)
(٣) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٧ / ٤٨٣) برقم : (٢٠٩٧٦) ، عن أبي أيوب الأنصاري به ، وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٤ / ١٦٩) ، وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم ، وأبي نعيم في «الدلائل».
(٤) أخرجه مسلم (٢ / ٢٣٠ ـ ٢٣١ ـ نووي) ، كتاب «الحيض» باب : بيان صفة مني الرجل والمرأة ، حديث (٣٤ / ٣١٥) ، والبيهقي (١ / ١٦٩) من حديث ثوبان به.
(٥) أخرجه مسلم (٤ / ٢١٥٠) كتاب «صفات المنافقين» باب : في البعث والنشور ، حديث (٢٩ / ٢٧٩) ، والترمذي (٥ / ٢٩٦) كتاب «التفسير» باب : ومن سورة إبراهيم ، حديث (٣١٢١) ، وابن ماجه (٢ / ١٤٣٠) كتاب «الزهد» باب : ذكر البعث ، حديث (٤٢٧٩) ، وأحمد (٦ / ٣٥ ، ٢١٨) ، والدارمي (٢ / ٣٢٨) ، وابن حبان (٣٣١) ، والحاكم (٢ / ٣٥٢) من حديث عائشة به ، وقال الحاكم : صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي.
قلت : وقد وهما في ذلك فقد أخرجه مسلم.
وقال الترمذي : حديث حسن صحيح ، وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٤ / ١٦٧) ، وزاد نسبته إلى ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه.