مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) [الزمر : ٦٧] ، فأين يكون المؤمنون يومئذ؟ قال : «على الصّراط يا عائشة» (١) ، قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح. انتهى من «التذكرة» (٢).
(وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ) : أي الكفّار ، و (مُقَرَّنِينَ) : أي : مربوطين في قرن ، وهو الحبل الذي تشدّ به رؤوس الإبل والبقر ، و (الْأَصْفادِ) : هي الأغلال ، واحدها صفد ، والسّرابيل : القمص ، وال (قَطِرانٍ) : هو الذي تهنأ به الإبل ، وللنار فيه اشتعال شديد ، فلذلك جعل الله قمص أهل النار منه ، وقرأ عمر بن الخطاب وعليّ وأبو هريرة وابن عبّاس وغيرهم (٣) : «من قطر آن» ، والقطر : القصدير ، وقيل : النّحاس ، وروي عن عمر أنّه قال : ليس بالقطران ، ولكنّه النّحاس يسر بلونه (٤) ، و «آن» : صفة ، وهو الذائب الحارّ الذي تناهى حرّه ؛ قال الحسن : قد سعّرت عليه جهنّم منذ خلقت ، فتناهى حرّه (٥).
وقوله سبحانه : (لِيَجْزِيَ اللهُ كُلَّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ ...) الآية : جاء من لفظة الكسب بما يعم المسيء والمحسن ؛ لينبّه على أنّ المحسن أيضا يجازى بإحسانه خيرا.
وقوله سبحانه : (هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ ...) الآية : إشارة إلى القرآن والوعيد الذي تضمنه ، والمعنى : هذا بلاغ للناس ، وهو لينذروا به وليذّكّر أولو الألباب ، وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله وصحبه وسلّم تسليما.
__________________
(١) انظر الحديث السابق.
(٢) ينظر : «التذكرة» (١ / ٢٦٣)
(٣) وقرأ بها عكرمة ، وعلقمة ، وسعيد بن جبير ، وابن سيرين ، والحسن ، وسنان بن سلمة بن المحبّق ، وعمرو بن عبيد ، والكلبي ، وأبو صالح ، وعيسى بن عمر الهمداني ، وقتادة ، والربيع بن أنس ، وعمرو بن فائد.
ينظر : «الشواذ» ص : (٧٤) ، و «المحتسب» (١ / ٣٦٦) ، و «المحرر الوجيز» (٣ / ٣٤٨) ، و «البحر المحيط» (٥ / ٤٢٨) ، و «الدر المصون» (٤ / ٢٨٣)
(٤) ذكره ابن عطية (٣ / ٣٤٨) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٤ / ١٧٠) ، وعزاه لابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم.
(٥) أخرجه الطبري (٧ / ٤٨٦) برقم : (٢٠٩٩٣) ، وذكره ابن عطية (٣ / ٣٤٨)