اسم جنس ، جعل انتقاص الأرض بتخريب العمران الذي يحلّه الله بالكفّار ، وقيل : الانتقاص بموت البشر ، ونقص الثمرات والبركة ، وقيل : بموت العلماء والأخيار ؛ قاله ابن عباس أيضا (١) ، وكلّ ما ذكر يدخل في لفظ الآية ، وجملة معنى هذه الآية : الموعظة وضرب المثل ، وقال أبو عمر بن عبد البرّ في كتاب العلم بسنده عن عطاء بن أبي رباح في معنى (نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها) قال : بذهاب فقهائها ، وخيار أهلها ؛ وعن وكيع (٢) نحوه.
وقال الحسن : نقصانها : هو بظهور المسلمين على المشركين (٣).
قال أبو عمر : وقول عطاء في تأويل الآية حسن جدّا ، تلقّاه أهل العلم بالقبول ، وقول الحسن أيضا حسن. انتهى.
وقوله سبحانه : (فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعاً) : أي : العقوبات التي أحلّها بهم ، وسمّاها مكرا على عرف تسمية العقوبة باسم الذنب ، وباقي الآية تحذير ووعيد.
(وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً) : المعنى : ويكذّبك يا محمّد هؤلاء الكفرة ؛ ويقولون : لست مرسلا. (قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً) : أي : شاهدا بيني وبينكم ، (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) : قال قتادة : يريد من آمن منهم ؛ كعبد الله بن سلام وغيره (٤) ، كمل تفسير السّورة ، وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله وصحبه وسلّم تسليما.
__________________
(١) أخرجه الطبري (٧ / ٤٠٦) برقم : (٢٠٥١٩) ، (٧ / ٤٠٧) برقم : (٢٠٥٢٣) ، وذكره ابن عطية (٣ / ٣١٩) ، وابن كثير في «تفسيره» (٢ / ٥٢٢) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٤ / ١٢٧) ، وعزاه لابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم.
(٢) أخرجه الطبري (٧ / ٤٠٨) برقم : (٢٠٥٣٣) ، وذكره البغوي (٣ / ٢٤) ، وابن عطية (٣ / ٣١٩) ، وابن كثير في «تفسيره» (٢ / ٥٢٢) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٤ / ١٢٦) وعزاه لعبد الرزاق ، وابن أبي شيبة ، ونعيم بن حماد في «الفتن» ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه.
(٣) أخرجه الطبري (٧ / ٤٠٦) برقم : (٢٠٥١٧) ، وابن كثير في «تفسيره» (٢ / ٥٢٢) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٤ / ١٢٦) ، وعزاه لعبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم.
(٤) أخرجه الطبري (٧ / ٤١٠) برقم : (٢٠٥٤٢) ، وذكره البغوي (٣ / ٢٥) بنحوه ، وابن عطية (٣ / ٣٢٠) ، وابن كثير في «تفسيره» (٢ / ٥٢١) بنحوه ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٤ / ١٢٨) ، وعزاه لعبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم.