يوم القيامة ، وإنّ حال الكفرة هكذا هي إلى يوم القيامة ، و (وَعْدُ اللهِ) : قيام الساعة ، وال (قارِعَةٌ) : الرزيّة التي تقرع قلب صاحبها (١).
وقوله سبحانه : (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ ...) الآية : تأنيس وتسلية له عليهالسلام ، قال البخاري : (فَأَمْلَيْتُ) : أي : أطلت من المليي والملاوة (٢) ؛ ومنه : مليّا ، ويقال للواسع الطويل من الأرض : ملى من الأرض. انتهى.
(أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِما لا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (٣٣) لَهُمْ عَذابٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ وَما لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ واقٍ (٣٤) مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكافِرِينَ النَّارُ)(٣٥)
وقوله تعالى : (أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ) : أي : أهو أحقّ بالعبادة أم الجمادات.
وقوله : (قُلْ سَمُّوهُمْ) : أي : سمّوا من له صفات يستحقّ بها الألوهية ، و (مَكْرُهُمْ) : يعم أقوالهم وأفعالهم التي كانت بسبيل مناقضة الشرع ، و (لَهُمْ عَذابٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) : أي : بالقتل والأسر والجدوب وغير ذلك ، و (أَشَقُ) : من المشقّة ، أي : أصعب ، والواقي الساتر على جهة الحماية من الوقاية.
وقوله سبحانه : (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها) : قد تقدم تفسير نظيره ، وقوله : (أُكُلُها) : معناه : ما يؤكل فيها.
(وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَفْرَحُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الْأَحْزابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُوا وَإِلَيْهِ مَآبِ (٣٦) وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ حُكْماً عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ما لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا واقٍ (٣٧) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ)(٣٨)
وقوله سبحانه : (وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَفْرَحُونَ ...) الآية : قال ابن زيد : المراد
__________________
(١) أخرجه الطبري (٧ / ٣٩١) برقم : (٢٠٤٣٨) بنحوه ، وذكره ابن عطية (٣ / ٣١٣) ، وابن كثير في «تفسيره» (٢ / ٥١٦) بنحوه ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٤ / ١١٩) ، وعزاه لابن جرير.
(٢) ينظر : «صحيح البخاري» (٨ / ٢٢١) ، كتاب «التفسير» باب : سورة الرعد.