مبتدأ ، وخبره (طُوبى) لهم.
واختلف في معنى (طُوبى) ، فقال ابن عباس : (طُوبى) : اسم الجنّة بالحبشيّة (١) ، وقيل : (طُوبى) : اسم الجنّة بالهنديّة ، وقيل : (طُوبى) : اسم شجرة في الجنّة ، وبهذا تواترت الأحاديث ؛ قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «طوبى اسم شجرة في الجنّة يسير الرّاكب المجدّ في ظلّها مائة عام لا يقطعها ...» (٢) الحديث.
قال* ص* : (طُوبى) : «فعلى» من الطّيب ، والجمهور أنها مفرد مصدر ؛ ك «سقيا وبشرى».
قال الضّحّاك : ومعناها : غبطة لهم (٣) ، قال القرطبيّ (٤) : والصحيح أنها شجرة ؛ للحديث المرفوع. انتهى.
* ت* : وروى الشيخ الحافظ أبو بكر أحمد بن عليّ بن ثابت بن الخطيب البغداديّ في «تاريخه» ، عن شيخه أبي نعيم الأصبهانيّ بسنده عن أبي سعيد الخدريّ ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنّ رجلا قال له : يا رسول الله ، طوبى لمن رآك وآمن بك! قال : «طوبى لمن رآني وآمن بي ، ثمّ طوبى ، ثم طوبى ، ثمّ طوبى لمن آمن بي ولم يرني» ، فقال له رجل : يا رسول الله ، ما طوبى؟ قال : «شجرة في الجنّة مسيرة مائة سنة ، ثياب أهل الجنّة تخرج من أكمامها» (٥). انتهى من ترجمة «أحمد بن الحسن».
(كَذلِكَ أَرْسَلْناكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِها أُمَمٌ لِتَتْلُوَا عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتابِ (٣٠) وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشاءُ اللهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِما صَنَعُوا قارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللهِ إِنَّ اللهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ (٣١) وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ عِقابِ)(٣٢)
__________________
(١) أخرجه الطبري (٧ / ٣٨١) برقم : (٢٠٣٧٣) ، وذكره البغوي (٣ / ١٨) ، وابن عطية (٣ / ٣١٢) ، وابن كثير في «تفسيره» (٤ / ٥١٢)
(٢) تقدم تخريجه.
(٣) أخرجه الطبري (٧ / ٣٨١) برقم : (٢٠٣٦٥) ، وابن عطية (٣ / ٣١٢) ، وابن كثير في «تفسيره» (٤ / ٥١٢) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٤ / ١١١) ، وعزاه لابن جرير ، وأبي الشيخ.
(٤) انظر : «الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي (٩ / ٢٠٨)
(٥) تقدم تخريجه.