بالخفض في الكل ـ ؛ عطفا على «أعناب» ، وقرأ ابن كثير وغيره : / «وزرع» ـ بالرفع في الكل ـ ؛ عطفا على «قطع» ، و (صِنْوانٌ) : جمع صنو ، وهو الفرع يكون مع الآخر في أصل واحد ، قال البراء بن عازب : «الصنوان» : المجتمع ، وغير الصّنوان : المفترق فردا فردا (١) وفي «الصحيح» : «العمّ صنو الأب» ، وإنما نص على الصّنوان في هذه الآية ؛ لأنها بمثابة التجاوز في القطع تظهر فيها غرابة اختلاف الأكل ، و (الْأُكُلِ) ـ بضم الهمزة ـ : اسم ما يؤكل ، والأكل المصدر ، وحكى الطبري (٢) عن ابن عبّاس وغيره : (قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ) : أي : واحدة سبخة ، وأخرى عذبة ، ونحو هذا من القول (٣) ، وقال قتادة : المعنى : قرى متجاورات (٤).
قال* ع (٥) * : وهذا وجه من العبرة ، كأنه قال : وفي الأرض قطع مختلفات بتخصيص الله لها بمعان فهي تسقى بماء واحد ، ولكن تختلف فيما تخرجه ، والذي يظهر من وصفه لها بالتجاوز ؛ أنها من تربة واحدة ، ونوع واحد ، وموضع العبرة في هذا أبين ، وعلى المعنى الأول قال الحسن : هذا مثل ضربه الله لقلوب بني آدم : الأرض واحدة ، وينزل عليها ماء واحد من السّماء ، فتخرج هذه زهرة وثمرة ، وتخرج هذه سبخة وملحا وخبثا ، وكذلك النّاس خلقوا من آدم ، فنزلت عليهم من السماء تذكرة ، فرقّت قلوب وخشعت ، وقست قلوب ولهت.
قال الحسن : فو الله ، ما جالس أحد القرآن إلّا قام عنه بزيادة أو نقصان ، قال الله تعالى : (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً) (٦) [الإسراء : ٨٢].
(وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذا كُنَّا تُراباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا
__________________
(١) أخرجه الطبري (٧ / ٣٣٤) برقم : (٢٠٠٨٧) ، وذكره ابن عطية (٣ / ٢٩٤) ، والسيوطي (٤ / ٨٣) ، وعزاه للفريابي ، وسعيد بن منصور ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبي الشيخ ، وابن مردويه.
(٢) ينظر : «الطبري» (٧ / ٣٣٢)
(٣) أخرجه الطبري (٧ / ٣٣٢) برقم : (٢٠٠٧١ ـ ٢٠٠٧٢) ، وذكره ابن عطية (٣ / ٢٩٤) ، والسيوطي (٤ / ٨٣) ، وعزاه لابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبي الشيخ.
(٤) أخرجه الطبري (٧ / ٣٣٢) برقم : (٢٠٠٧٨) ، وذكره ابن عطية (٣ / ٢٩٤) ، والسيوطي (٤ / ٨٣) ، وعزاه لابن جرير ، وأبي الشيخ.
(٥) ينظر : «المحرر» (٣ / ٢٩٤)
(٦) أخرجه الطبري (٧ / ٣٣٦) برقم : (٢٠١١٣) ، وذكره ابن عطية (٣ / ٢٩٥) ، والسيوطي (٤ / ٨٤) ، وعزاه لابن جرير.