عليهالسلام : «الرّياء الشّرك الأصغر» (١).
(قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحانَ اللهِ وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٠٨) وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلا تَعْقِلُونَ (١٠٩) حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا فَنُجِّيَ مَنْ نَشاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (١١٠) لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ ما كانَ حَدِيثاً يُفْتَرى وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)(١١١)
وقوله سبحانه : (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ ...) الآية : إشارة إلى دعوة الإسلام والشريعة بأسرها ، قال ابن زيد : المعنى هذا أمري وسنّتي ومنهاجي (٢) وال (بَصِيرَةٍ) : اسم لمعتقد الإنسان في الأمر من الحقّ واليقين.
وقوله : (أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) : يحتمل أن يكون «أنا» تأكيدا للضمير المستكنّ في «أدعو» و «من» معطوف عليه ؛ وذلك بأن تكون الأمّة كلّها أمرت بالمعروف داعية إلى الله الكفرة والعصاة.
قال* ص* : ويجوز أن يكون «أنا» مبتدأ ، و «على بصيرة» خبر مقدّم ، و «من» معطوف عليه انتهى ، (وَسُبْحانَ اللهِ) تنزيه لله ، أي : وقل : سبحان الله متبرّيا من الشّرك.
وقوله سبحانه : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ ...) الآية : تتضمّن الردّ على من استغرب إرسال الرّسل من البشر ، و (الْقُرى) : المدن. قال الحسن : لم يبعث الله رسولا قطّ من أهل البادية (٣).
قال* ع (٤) * : والتّبدّي مكروه إلا في الفتنة ، وحين يفرّ بالدين ، ولا يعترض هذا ببدوّ يعقوب ؛ لأن ذلك البدوّ لم يكن في أهل عمود ، بل هو بتقرّ ، وفي منازل وربوع ؛ وأيضا إنما جعله بدوا بالإضافة إلى مصر ؛ كما هي بنات الحواضر بدو بالإضافة إلى
__________________
(١) أخرجه أحمد (٥ / ٤٢٨) ، والبغوي في «شرح السنة» (٧ / ٣٤٣ ـ بتحقيقنا) ، من حديث محمود بن لبيد ، والحديث ذكره العراقي في «تخريج الإحياء» (٣ / ٢٩٤) ، وعزاه لأحمد ، والبيهقي ، وقال : ورجاله ثقات.
(٢) أخرجه الطبري (٧ / ٣١٥) برقم : (١٩٩٨٣) ، وذكره ابن عطية (٣ / ٢٨٥) ، والسيوطي (٤ / ٧٦) ، وعزاه لابن جرير ، وابن أبي حاتم.
(٣) ذكره ابن عطية (٣ / ٢٨٦)
(٤) ينظر : «المحرر» (٣ / ٢٨٦)