على معنى إجرائها وإرسائها ، وقر الأخوان حمزة والكسائي وحفص بفتح ميم «مجريها» وكسر الراء ، وكلّهم ضمّ الميم في «مرساها».
* ت* : قوله : «وكسر الراء» : يريد إمالتها ، وفي كلامه تسامح ، ولفظ البخاريّ : مجراها : مسيرها ، ومرساها : موقفها ، وهو مصدر : أجريت وأرسيت. انتهى.
قال النوويّ : وروّينا في «كتاب ابن السّنّيّ» بسنده ، عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم ؛ أنّه قال : «أمان لأمّتي من الغرق ، إذا ركبوا أن يقولوا : (بِسْمِ اللهِ مَجْراها وَمُرْساها إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ)(وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ ...) الآية [الأنعام : ٩١]» (١) ، هكذا هو في النّسخ : «إذا ركبوا» ، ولم يقل : «في السفينة» انتهى.
وقوله : (وَكانَ فِي مَعْزِلٍ) أي : في ناحية ، أي : في بعد عن السفينة ، أو عن الدّين ، واللفظ يعمّهما.
وقوله : (وَلا تَكُنْ مَعَ الْكافِرِينَ) : يحتمل أن يكون نهيا محضا مع علمه بأنّه كافر ، ويحتمل أن يكون خفي عليه كفره ؛ والأول أبين.
وقوله : (لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ) : الظاهر أنّ (لا عاصِمَ) اسم
__________________
وحجة الجمهور في الضم إجماع الجميع على ضم الميم في «مرساها» ، فردوا ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه.
ينظر : «المحرر الوجيز» (٣ / ١٧٣) ، و «البحر المحيط» (٥ / ٢٢٥) ، و «الدر المصون» (٤ / ٩٩) ، و «السبعة» (٣٣٣) ، و «الحجة» (٤ / ٣٢٩) ، و «إعراب القراءات» (١ / ٢٨١) ، و «شرح الطيبة» (٤ / ٣٦٣) ، و «العنوان» (١٠٧) ، و «شرح شعلة» (٤٢٧) ، و «إتحاف فضلاء البشر» (٢ / ١٢٥)
(١) أخرجه ابن السني في «عمل اليوم والليلة» (٥٠١) من حديث الحسين بن علي.
وفي سنده جبارة بن المغلس ، ويحيى بن العلاء ، ومروان بن سالم ، والأول : ضعيف ، والثاني والثالث : متهمان بالوضع.
وأخرجه أبو يعلى (١٢ / ١٥٢) رقم : (٦٧٨١) : حدثنا جبارة ، ثنا يحيى بن العلاء ، عن مروان بن سالم ، عن طلحة بن عبيد الله ، عن الحسين بن علي به.
وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (١٠ / ١٣٥) وقال : رواه أبو يعلى عن شيخه جبارة بن المغلس ، وهو ضعيف اه. وذكره الحافظ في «المطالب العالية» (٣ / ٢٣٧) رقم : (٣٣٦٥) ، وعزاه لأبي يعلى ، وقال : فيه ضعف.
والحديث ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٣ / ٦٠٢) ، وزاد نسبته إلى الطبراني ، وابن عدي ، وأبي الشيخ ، وابن مردويه.
وللحديث شاهد من حديث ابن عباس بلفظ حديث الحسين بن علي ، ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٣ / ٦٠٢ ـ ٦٠٣) ، وعزاه إلى ابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه.