حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ)(٩٧)
وقوله عزوجل : (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ ...) الآية : الصواب في معنى الآية : أنها مخاطبة للنبيّ صلىاللهعليهوسلم ، والمراد بها سواه من كلّ من يمكن أن يشكّ أو يعارض.
*ت* : وروينا عن أبي داود سليمان بن الأشعث ، قال : حدّثنا أحمد بن حنبل ، قال : حدّثنا يزيد بن هارون ، قال : حدّثنا محمّد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، قال : «المراء في القرآن كفر» (١) ، قال عياض في «الشفا» : تأول بمعنى «الشك» ، وبمعنى «الجدال». انتهى.
و (الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ) : من أسلم من أهل الكتاب ، كابن سلام وغيره ، وروي عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم أنه قال لمّا نزلت هذه الآية : «أنا لا أشكّ ولا أسأل» (٢) ، ثم جزم سبحانه الخبر بقوله : (لَقَدْ جاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ) ، واللام في «لقد» لام قسم.
وقوله : (مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ) يريد به : من أن بني إسرائيل لم يختلفوا في أمره إلا من بعد مجيئه عليهالسلام ؛ هذا قول أهل التأويل قاطبة.
قال *ع (٣)* : وهذا هو الذي يشبه أن ترجى إزالة الشّكّ فيه من قبل أهل الكتاب ،
__________________
(١) أخرجه أبو داود (٢ / ٦١٠) كتاب «السنة» باب : النهي عن الجدال في القرآن ، حديث (٤٦٠٣) ، وأحمد (٢ / ٢٨٦ ، ٤٢٤ ، ٤٧٥ ، ٥٠٣ ، ٥٢٨) ، وابن حبان (٥٩ ـ موارد) ، والحاكم (٢ / ٢٢٣) ، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (٨ / ٢١٣) ، وفي «أخبار أصبهان» (٢ / ١٢٣) كلهم من طريق محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة به ، وأخرجه أحمد (٢ / ٢٥٨) ، وابن أبي شيبة (١٠ / ٥٢٩) ، وأبو يعلى (١٠ / ٣٠٣) رقم : (٥٨٩٧) ، والخطيب في «تاريخ بغداد» (٤ / ٨١) ، من طريق سعد بن إبراهيم ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة به. وأخرجه أحمد (٢ / ٤٧٨ ، ٤٩٤) ، والحاكم (٢ / ٢٢٣) كلاهما من طريق سعد بن إبراهيم ، عن عمر بن أبي سلمة ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة.
وأخرجه الطبراني في «الصغير» (١ / ٥٧٤) من طريق شعيب بن أبي حمزة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة به.
قال ابن أبي حاتم في «العلل» (٢ / ٧٤) رقم : (١٧١٤) ، عن أبيه : هذا حديث مضطرب ، ليس هو صحيح الإسناد اه.
وفي الباب عن عمرو بن العاص : أخرجه أحمد (٤ / ٢٠٤ ـ ٢٠٥) ، وعن عبد الله بن عمرو : أخرجه الطيالسي (٢ / ٦ ـ منحة) رقم : (١٩٠٢).
وعن زيد بن ثابت : أخرجه الطبراني في «الكبير» (٥ / ١٥٢) رقم : (٤٩١٦)
(٢) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٦ / ٦١٠) برقم : (١٧٩٠٧) عن قتادة مرسلا. وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٣ / ٥٧١) ، وزاد نسبته إلى عبد الرزاق.
(٣) ينظر : «المحرر الوجيز» (٣ / ١٤٣)