مِنَ الْمُفْسِدِينَ)(٩١)
وقوله سبحانه : (وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً) روي : أن فرعون أخاف بني إسرائيل ، وهدّم لهم مواضع كانوا اتّخذوها للصلاة ، ونحو هذا ، فأوحى الله إلى موسى وهارون ، أن تبّوءا أي : اتخذا وتخيّرا لبني إسرائيل بمصر بيوتا ، قال مجاهد : مصر ؛ في هذه الآية : الإسكندريّة (١) ، ومصر ما بين أسوان (٢) والإسكندرية (٣).
وقوله سبحانه : (وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً) : قيل : معناه : مساجد ، قاله ابن عباس وجماعة (٤) ، قالوا : خافوا ، فأمروا بالصّلاة في بيوتهم ، وقيل : معناه موجّهة إلى القبلة ؛ قاله ابن عباس (٥) ، ومن هذا حديث عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، أنه قال : «خير بيوتكم ما استقبل به القبلة» (٦).
وقوله : (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) : خطاب لبني إسرائيل ، وهذا قبل نزول التوراة ؛ لأنها لم تنزل إلا بعد إجازة البحر.
وقوله : (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) : أمر لموسى عليهالسلام ، وقال الطبريّ ومكيّ : هو أمر لنبينا محمّد عليهالسلام ، وهذا غير متمكّن.
وقوله سبحانه : (وَقالَ مُوسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً ...) الآية : هذا
__________________
(١) أخرجه الطبري (٦ / ٥٩٧) برقم : (١٧٨٢٩) نحوه ، وذكره ابن عطية (٣ / ١٣٨) ، والبغوي في «تفسيره» (٢ / ٣٦٥) ، وابن كثير في «تفسيره» (٢ / ٤٢٨) نحوه ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٣ / ٥٦٦) وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم ، وابن أبي شيبة ، وابن المنذر.
(٢) بالضم ، ثم السكون ، وواو وألف ونون. ويقال : بغير همزة : مدينة كبيرة ، وكورة في آخر الصعيد. وأول بلاد النّوبة ، على النيل في شرقيّة ، في جبالها مقطع العمد التي بالإسكندرية ، ينظر : «مراصد الاطلاع» (١ / ٧٨)
(٣) بنى الإسكندر ثلاث عشرة مدينة وسمّاها كلّها باسمه ، ثم تغيرت أساميها بعده ، والمشهور بهذا الاسم الاسكندرية العظمى في بلاد مصر.
ينظر : «مراصد الاطلاع» (١ / ٧٦)
(٤) أخرجه الطبري (٦ / ٥٩٦) برقم : (١٧٨٠٨ ـ ١٧٨٠٩ ـ ١٧٨١٠) ، وذكره ابن عطية (٦ / ١٣٨) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٣ / ٥٦٦) ، وزاد نسبته إلى الفريابي ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبي الشيخ ، وابن مردويه.
(٥) أخرجه الطبري (٦ / ٥٩٧) برقم : (١٧٨٢٤) نحوه ، وذكره ابن عطية (٣ / ١٣٨) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٣ / ٥٦٦) بنحوه ، وزاد نسبته إلى ابن مردويه.
(٦) تقدم تخريجه بلفظ : خير مجالسكم ما استقبل به القبلة.