«أذن» ، ورفع «خير» ـ ، وهذا جار على تأويله المتقدّم ، والمعنى : من يقبل معاذيركم خير لكم ، ورويت هذه القراءة عن عاصم ، ومعنى «أذن خير» على الإضافة : أي سماع خير وحقّ ، و (يُؤْمِنُ بِاللهِ) : معناه : يصدّق بالله ، (وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ) : قيل : معناه : ويصدّق المؤمنين ، واللام زائدة ، وقيل : يقال : آمنت لك ، بمعنى : صدّقتك ؛ ومنه : (وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا) [يوسف : ١٧].
قال* ع (١) * : وعندي أن هذه التي معها اللام في ضمنها باء ، فالمعنى : ويصدّق للمؤمنين بما يخبرونه به ، وكذلك قوله : (وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا) بما نقوله.
* ت* : ولما كانت أخبار المنافقين تصل إلى النبيّ صلىاللهعليهوسلم تارة بإخبار الله له ، وتارة بإخبار المؤمنين ، وهم عدول ، ناسب اتّصال قوله سبحانه : (يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ) ؛ بما قبله ، ويكون التصديق هنا خاصّا بهذه القضيّة ، وإن كان ظاهر اللفظ عامّا ؛ إذ من المعلوم أنه صلىاللهعليهوسلم لم يزل مصدّقا بالله ، وقرأ جميع السبعة إلّا حمزة و «رحمة» ـ بالرفع ـ ؛ عطفا على «أذن» ، وقرأ حمزة وحده : و «رحمة» ـ بالخفض ـ ؛ عطفا على «خير» ، وخصّص الرحمة للذين آمنوا ؛ إذ هم الذين فازوا ونجوا بالرسول عليهالسلام ، (يَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ) : يعني : المنافقين.
وقوله : (وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ) : التقدير عند سيبويه : والله أحقّ أن يرضوه ، ورسوله أحقّ أن يرضوه ، فحذف الخبر من الجملة الأولى ، لدلالة الثانية عليه.
وقيل : الضمير في «يرضوه» عائد على المذكور ؛ كما قال رؤبة : [الرجز]
فيها خطوط من سواد وبلق |
|
كأنّه في الجلد توليع البهق (٢) |
أي : كأنّ المذكور.
(أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحادِدِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِداً فِيها ذلِكَ الْخِزْيُ
__________________
ينظر : مصادر القراءة السابقة ، و «معاني القراءات» (١ / ٤٥٧) ، و «المحرر الوجيز» (٣ / ٥٣) ، و «البحر المحيط» (٥ / ٦٤) ، وزاد نسبتها إلى مجاهد ، وزيد بن علي ، وهي في «الدر المصون» (٣ / ٤٧٧)
(١) ينظر : «المحرر الوجيز» (٣ / ٥٣)
(٢) ينظر : «ديوانه» ص : (١٠٤) ؛ و «أساس البلاغة» ص : (٥٠٩) (ولع) ؛ و «الأشباه والنظائر» (٥ / ٦٣) ، و «تخليص الشواهد» ص : (٥٣) ؛ و «خزانة الأدب» (١ / ٨٨) ، و «شرح شواهد المغني» (٢ / ٧٦٤) ، و «لسان العرب» (٨ / ٤١١) (ولع) ، (١٠ / ٢٩) (بهق) ، و «المحتسب» (٢ / ١٥٤) ، و «مغني اللبيب» (٢ / ٦٧٨) وبلا نسبة في «شرح شواهد المغني» (٢ / ٩٥٥)