وقال الحسن (١) : هو الورع.
وقال معبد الجهني : هو (٢) الحياء.
وقال ابن عبّاس أيضا : لباس التقوى العفة (٣).
قال* ع* (٤) وهذه كلها مثل ، وهي من لباس التقوى ، و (لَعَلَّهُمْ) ترجّ بحسبهم ، ومبلغهم من المعرفة.
(يا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ كَما أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُما لِباسَهُما لِيُرِيَهُما سَوْآتِهِما إِنَّهُ يَراكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ)(٢٧)
وقوله عزوجل : (يا بَنِي آدَمَ / لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ كَما أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ) الآية : خطاب لجميع العالم ، والمقصود بها في ذلك الوقت من كان يطوف من العرب بالبيت عريانا.
قيل : كانت العرب تطوف عراة إلا الحمس (٥) ، وهم قريش ، ومن والاها ، وهذا هو الصحيح ، ثم نودي ب «مكة» في سنة تسع : لا يحجّ بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان (٦) والفتنة في هذه الآية الاستهواء ، والغلبة على النفس ، وأضاف الإخراج في هذه الآية إلى إبليس تجوّزا لما كان هو السّبب في ذلك.
قال أبو حيان (٧) : (كَما أَخْرَجَ) «كما» في موضع نصب ، أي : فتنة مثل فتنة إخراج أبويكم انتهى.
__________________
(١) ذكره ابن عطية (٢ / ٣٨٩) وزاد فيه : «والسمت والحسن في الدنيا».
(٢) أخرجه الطبري (٥ / ٤٥٨) برقم : (١٤٤٤٦) ، وذكره ابن عطية (٢ / ٣٨٩) ، والسيوطي (٣ / ١٤٢)
(٣) ذكره ابن عطية (٢ / ٣٨٩)
(٤) ينظر : «المحرر الوجيز» (٢ / ٣٨٩)
(٥) الحمس : جمع الأحمس ، وهم قريش ومن ولدت قريش ، وكنانة وجديلة قيس ، سمّوا حمسا لأنهم تحمسوا في دينهم ، أي : تشددوا. والحماسة : الشجاعة.
ينظر : «النهاية (١ / ٤٤٠)
(٦) أخرجه البخاري (٣ / ٤٨٣) : كتاب «الحج» ، باب : لا يطوف بالبيت عريان ، الحديث (١٦٢٢) ، ومسلم (٢ / ٩٨٢) : كتاب «الحج» ، باب : لا يحج البيت مشرك ، الحديث (٤٣٥ / ١٣٤٧) واللفظ له ، من حديث أبي هريرة قال : «بعثني أبو بكر الصديق رضي الله عنه في الحجّة التي أمّره عليها رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قبل حجة الوداع في رهط يؤذنون في الناس يوم النحر : لا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان».
(٧) ينظر : «البحر المحيط» (٤ / ٢٨٤)