والظّهير : المعين.
وقوله : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) : تنبيه على أنّ الوفاء بالعهد من التقوى.
(فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٥) وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ (٦) كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ فَمَا اسْتَقامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ)(٧)
وقوله سبحانه : (فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ) : الانسلاخ : خروج الشيء عن الشيء المتلبّس به ؛ كانسلاخ الشاة عن الجلد ، فشبه انصرام الأشهر بذلك.
وقوله سبحانه : (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ ...) الآية : قال ابن زيد : هذه الآية ، وقوله سبحانه : (فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً) [محمد : ٤] : هما محكمتان ؛ أي : ليست إحداهما بناسخة للأخرى.
قال* ع (١) * : هذا هو الصواب.
وقوله : (وَخُذُوهُمْ) معناه : الأسر.
وقوله : (كُلَّ مَرْصَدٍ) : معناه : مواضع الغرّة ؛ حيث يرصدون ونصب «كلّ» على الظرف أو بإسقاط الخافض ، التقدير : في كلّ مرصد.
وقوله : (فَإِنْ تابُوا) ، أي : عن الكفر.
وقوله سبحانه : (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ) ، أي : جلب منك عهدا وجوارا / يأمن به ، (حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ) ، يعني القرآن ، والمعنى : يفهم أحكامه ، قال الحسن : وهذه آية محكمة ؛ وذلك سنّة إلى يوم القيامة (٢).
وقوله سبحانه : (إِلَّا الَّذِينَ عاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ ...) الآية : قال ابن إسحاق : هي قبائل بني بكر ؛ كانوا دخلوا وقت الحديبية في العهد ، فأمر المسلمون بإتمام العهد لمن لم يكن نقض منهم.
__________________
(١) ينظر : «المحرر الوجيز» (٣ / ٨)
(٢) ذكره ابن عطية (٣ / ٥)