سبحانه ، ثم قال تعالى : (فَإِنِ انْتَهَوْا) ، عن الكفر ، (فَإِنَّ اللهَ بِما يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) بعملهم ، مجاز عليه ، عنده ثوابه ، وجميل المقارضة عليه.
وقوله سبحانه : (وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَوْلاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) : معادل لقوله : (فَإِنِ انْتَهَوْا) ، المعنى : وإن تولّوا ، ولم ينتهوا ، فاعلموا أن الله تعالى ينصركم عليهم ، وهذا وعد محض بالنصر والظّفر ، و (الْمَوْلى) ؛ هاهنا الموالي والمعين ، والمولى في اللغة على معان ، هذا هو الذي يليق بهذا الموضع منها ، والمولى : الذي هو السيّد المقترن بالعبد يعمّ المؤمنين والمشركين.
(وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللهِ وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٤١) إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَواعَدْتُمْ لاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعادِ وَلكِنْ لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولاً لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (٤٢) إِذْ يُرِيكَهُمُ اللهُ فِي مَنامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَراكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلكِنَّ اللهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٤٣) وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولاً وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ)(٤٤)
وقوله عزوجل : (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ ...) الآية : الغنيمة ؛ في اللغة : ما يناله الرجل بسعي ؛ ومنه قوله صلىاللهعليهوسلم : «الصّيام في الشّتاء هي الغنيمة الباردة» (١) ،
__________________
ـ البجلي ، والطبراني ، عن أنس وسمرة بن جندب وسهل بن سعد وابن عباس ، وأبي بكرة ، وأبي مالك الأشجعي ، والبزار عن عياض الأنصاري والنعمان بن بشير.
(١) أخرجه الترمذي (٣ / ١٥٣) كتاب «الصوم» ، باب : ما جاء في الصوم في الشتاء ، حديث (٧٩٧) ، وأحمد (٤ / ٣٣٥) ، وابن أبي شيبة (٣ / ١٠٠) ، وأبو الشيخ في «الأمثال» (٢٢٣) ، والبيهقي (٤ / ٢٩٦ ـ ٢٩٧) كتاب «الصيام» ، باب ما ورد في صوم الشتاء ، والقضاعي في «مسند الشهاب» (٢٣١) كلهم من طريق نمير بن عريب ، عن عامر بن مسعود مرفوعا.
وقال الترمذي : هذا حديث مرسل ، عامر بن مسعود لم يدرك النبي صلىاللهعليهوسلم.
وقال البيهقي : هذا مرسل.
قال ابن أبي حاتم في «المراسيل» ص : (١٦٠) : قال أبو زرعة : عامر بن مسعود من التابعين.
وقال الترمذي في «العلل الكبير» ص (١٢٧) رقم : (٢١٨) : سألت محمدا عن حديث أبي إسحاق ، عن نمير بن عريب ، عن عامر بن مسعود ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «الغنيمة الباردة الصوم في الشتاء».
فقال : هو حديث مرسل ، وعامر بن مسعود لا صحبة له ، ولا سماع من النبي صلىاللهعليهوسلم اه.