كثير (١) وغيره : «طيف».
قال أبو عليّ الطائف كالخاطر ، والطّيف كالخطرة ، وقوله : (تَذَكَّرُوا) : إشارة إلى الاستعاذة المأمور بها ، وإلى ما لله عزوجل من الأوامر والنواهي في النازلة التي يقع تعرّض الشيطان فيها ، وقرأ ابن الزّبير (٢) : «من الشّيطان تأمّلوا فإذا هم» ، وفي مصحف (٣) أبيّ بن كعب «إذا طاف من الشّيطان طائف تأمّلوا» ، وقوله : (مُبْصِرُونَ) : من البصيرة ، أي : فإذا هم قد تبيّنوا الحقّ ، ومالوا إليه ، والضمير في (إِخْوانُهُمْ) ، عائد على الشياطين ، وفي (يَمُدُّونَهُمْ) عائد على الكفّار ، وهم المراد ب «الإخوان» ، هذا قول الجمهور.
قال* ع (٤) * : وقرأ جميع السبعة (٥) غير نافع : (يَمُدُّونَهُمْ) ؛ من مددتّ ، وقرأ نافع : «يمدّونهم» ، من أمددت.
قال الجمهور : هما بمعنّى واحد ، إلا أن المستعمل في المحبوب «أمدّ» ، والمستعمل في المكروه «مدّ» ، فقراءة الجماعة جارية على المنهاج المستعمل ، وقراءة نافع هي مقيّدة بقوله : (فِي الغَيِ) ؛ كما يجوز أن تقيّد البشارة ، فتقول : بشّرته بشرّ ومدّ الشياطين للكفرة ، أي : ومن نحا نحوهم : هو بالتزيين لهم ، والإغواء المتتابع ، وقوله : (ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ) ؛ من أقصر ، والضمير عائد على الجميع ، أي : هؤلاء لا يقصرون عن الإغواء ، وهؤلاء لا يقصرون في الطاعة للشياطين.
(وَإِذا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قالُوا لَوْ لا اجْتَبَيْتَها قُلْ إِنَّما أَتَّبِعُ ما يُوحى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هذا بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٢٠٣) وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)(٢٠٤)
وقوله سبحانه : (وَإِذا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قالُوا لَوْ لا اجْتَبَيْتَها) ، سببها فيما روي أن الوحي
__________________
(١) ينظر : «السبعة» (٣٠١) ، و «الحجة» (٤ / ١٢٠) ، و «حجة القراءات» (٣٠٥) و «إعراب القراءات» (١ / ٢١٧) ، و «إتحاف» (٢ / ٧٣) ، و «العنوان» (٩٩) ، و «معاني القراءات» (١ / ٤٣٣) ، و «شرح الطيبة» (٤ / ٣٢١) ، و «شرح شعلة» (٤٠٣)
(٢) ينظر : «المحرر الوجيز» (٢ / ٤٩٢) ، و «البحر المحيط» (٤ / ٤٤٦)
(٣) ينظر : مصادر القراءة السابقة.
(٤) ينظر : «المحرر الوجيز» (٢ / ٤٩٣)
(٥) ينظر : «السبعة» (٣٠١) ، و «الحجة» (٤ / ١٢٢) ، و «إعراب القراءات» (١ / ٢١٩) ، و «حجة القراءات» (٣٠٦) ، و «إتحاف» (٢ / ٧٣) ، و «معاني القراءات» (١ / ٤٣٤) ، و «شرح الطيبة» (٤ / ٣٢١) ، و «شرح شعلة» (٤٠٣) ، و «العنوان» (٩٩)