وقيل : إن أصل
الكلمة من التّفسرة ، وهي الدليل من الماء ينظر فيه الطّبيب ؛ فيكشف عن علّة
المريض ؛ كما يكشف المفسّر عن شأن الآية وقصّتها .
التفسير اصطلاحا :
عرفه السّيوطيّ
قائلا :
«هو علم نزول
الآيات وشؤونها وأقاصيصها ، والأسباب النازلة فيها ، ثم ترتيب مكّيّها ومدنيّها ،
وبيان محكمها ومتشابهها ، وناسخها ومنسوخها ، وخاصّها وعامّها ، ومطلقها ومقيّدها
، ومجملها ومفسّرها ، وحلالها وحرامها ، ووعدها ووعيدها ، وأمرها ونهيها ، وعبرها
وأمثالها ، ونحو ذلك».
وعرّفه أبو
حيان فقال :
«هو علم يبحث
فيه عن كيفية النّطق بألفاظ القرآن ، ومدلولاتها ، وأحكامها الإفراديّة والتركيبية
، ومعانيها التي تحمل عليها حالة التّركيب وتتمّات ذلك ...» وفيه قصور وغموض ...
وتعريف الزركشي
أوضح من التعريفين السابقين ؛ إذ يقول :
«التفسير : علم
يفهم به كتاب الله المنزّل على نبيّه محمّد صلىاللهعليهوسلم وبيان معانيه ، واستخراج أحكامه وحكمه ، واستمداد ذلك
من علم اللغة ، والنّحو والتصريف ، وعلم البيان ، وأصول الفقه ، والقراءات ،
ويحتاج لمعرفة أسباب النّزول ، والناسخ والمنسوخ».
وهناك تعريفات
أخرى ـ غير ما ذكرنا ـ وكلها تتفق «على أن علم التفسير علم يبحث عن مراد
الله تعالى بقدر الطاقة البشرية ؛ فهو شامل لكلّ ما يتوقّف عليه فهم المعنى ،
وبيان المراد» .
__________________