في ضمير عليهم في كلّ موضع ، وكذلك لديهم ، وإليهم ، بل كلّ هاء قبلها ياء ساكنة في التثنية وجمع المذكر والمؤنّث وغيرها نحو عليهما ، وإليهما ، وفيهما ، وعليهم ، وفيهم ، وعليهنّ ، وفيهنّ ، واتيهم ، وصياصيهم ، ويزكّيهم ، وأيديهم ، وأيديهنّ وإن اختلفوا في التعميم والعدم أيضا ، فقرأ يعقوب ثلاثة منها ، وهي : عليهم ، وإليهم ، ولديهم ، حيث وقعت بضمّ الهاء ، ومثله حمزة فيها وإن في التعميم في جميع ما مرّ فإنّه لم يستثن من الهاء الواقعة بعد الياء الساكنة إلّا ضمير المفرد ، وقرء الباقون في الجميع بكسر الهاء ، فالأقوال فيها ثلاثة :
الضمّ مطلقا للأصل ، فإنّها تضمّ مبتدئة نحوهم فعلوا ، وكذا بعد الألف والفتحة والضّمة والواو والسكون في سوى الياء ، بل والياء سوى الساكنة نحو رآهم ، جائهم ، يعلمهم ، أخوهم ، منهم ، يغنيهم ، فيظهر من ذلك أنّ الضّمة هي الأصل فيها لا يعدل عنها إلّا بسبب طار ، وهو مفقود في المقام.
بل عن السراج أنّها القراءة القديمة ، ولغة قريش ، وأهل الحجاز ، ومن حولهم من فصحاء اليمن.
والكسر مطلقا لمناسبته للياء وخفّته بالإضافة ، والفرار من ثقل الانتقال من الياء الّتي تجانس الكسرة إلى الضمّ ، وللتفصيل بين الألفاظ الثلاثة وغيرها انقلاب الياء فيها عن الألف بدليل على زيد ، وإلى عمرو ، ولدي بكر ، والألف بضمّ الهاء بعدها نحو : (وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ) (١) فكذلك بعد المنقلب منها إجراء لحكم الأصل ودلالة عليه.
ثمّ إنّهم قد أطبقوا على عدم الضمّ في قوله : (وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ) (٢).
__________________
(١) البقرة : ٨.
(٢) الأنفال : ١٦.